السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كوشنير والجزرة الامريكية المسمومة من جديد؟!

نشر بتاريخ: 27/06/2018 ( آخر تحديث: 27/06/2018 الساعة: 18:54 )

الكاتب: وليد الهودلي

من الواضح جدا أن عودة كوشنير مستشار الرئيس الامريكي ليخاطب الشعب الفلسطيني بلغة الجزرة قد جاء تعبيرا عن فشل لغة العصا، وان إنشاءه للجمل المعسولة في المقابلة التي اجرتها معه جريدة القدس ولاول مرة يدل بشكل قاطع أنه يتصور نفسه قد جاء بالنمر من ذيله او أنه جاء ليتعلم في "حمير النور"، وكأنه لم يطلع على السياسة الاستعمارية المعهودة "سياسة العصا والجزرة" أو أنه يخاطب فصلا من فصول الابتدائية الاولى !
وكأنه لم يدرك أن الوعود الجميلة التي يقدمها قد قدمت كثيرا، وأن الفلسطيني سواء كان سياسيا او عاميا يدرك حقيقة هذه الوعود، وأنه قد وصل منذ زمن بعيد لقراءة السياسة الامريكية من أفعالها لا من أقوالها، هو الان جاء ليقدم كلاما للعرب والفلسطينيين بينما من وقت قريب جدا قد قدم أفعالا للاسرائيليين كان على راسها نقل السفارة الامريكية الى القدس ومنحازا في كل مواقفه الى الاسرائيلي الى أبعد حد ممكن، الهذه الدرجة يتصور العربي والفلسطيني بأن ذاكرته قصيرة جدا كذاكرة دجاجة أو أنه يرانا مصابين بالزهايمر أو أننا الى درجة منخفضة جدا من حالة الاستهبال السياسي او قل الاستحمار ؟!
لا يا كوشنير .. الفلسطيني أذكى بكثير مما يتصور عقلك الصهيوني وخيالك النتنياهي .. الفلسطيني لن ينخدع بمثل هذا الكلام ولن يلدغ من ذات الجحر الامريكي مرات ومرات، رعيتم اتفاقية اوسلو والتي تنص نصا صريحا ان القدس من قضايا الحل النهائي والمتروكة للتفاوض بين الطرفين ثم جاء سيدكم ترامب ليذهب مع الطرف الاسرائيلي الى حيث يريد دون ان يرى الطرف الاخر او يعيره اي انتباه، ثم تأتي الان لتبني على الوقائع التي اصبحت تنظر لها بواقعية مجردة من هذا الانحياز السافر، تطل علينا بحمائمية عجيبة وتخاطب الحمائم فينا بينما كنتم وما زلتم غربانا مع أشد الغربان الاسرائيلية تطرفا، تقفون مع شرعية الاحتلال والاستيطان والعدوان، تدعمون وتبررون اجرامهم وتسوقون اكاذيبهم بتصريحاتكم الواضحة بانحيازها التام وضوح الشمس ودون اي لبس، او حتى ديبلوماسية كاذبة لحفظ ماء وجوه حلفائكم في المنطقة، عمليا تتعاملون معنا بكل فظاظة وقسوة واجحاف ثم تأتون كلاميا لتظهروا خلاف ما أبطنت وفعلت سياستكم العمياء .. ألهذه الدرجة من الاستحمار تتعاملون بها معنا أم أن استحماركم لقادة دول كبرى في المنطقة أغراكم لتوجيه ذات الخطاب للفلسطيني .. لا يا مجرمي أفلام الكابوي .. سياستكم عندنا تتوقف ويبطل مفعولها ولن تمر على العقل السياسي الفلسطيني أبدا .
ويتحدث كوشنير بكل بجاحة عن تضييع الفرص مما نتج عنه كثيرا من المعاناة الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني عليه ان يتحلى بالعقل المنفتح وأن يشجع قيادته على الاستفادة من هذه الفرصة، ولا يذكر الاحتلال الملائكي ! باية كلمة لانه في نظره هو الذي يطرح الفرص الذهبية ويبادر بعقل منفتح لاحلال السلام والرفاه في المنطقة، وان المشكلة ليست في الاحتلال وانما في الشعب الذي وقع عليه الاحتلال وضيع فرص السلام ولم يفكر بالطريقة الامريكية او الكوشنيرية المتألقة في سماء المنطقة !!
أي غرور أو عمى سياسي هذا ؟ كيف تسول لك نفسك أن مثل هذا الكلام سينطلي على الفلسطيني ؟ اعلم ان كل فلسطيني قد أتخم عقله بمواقفكم المنحازة وبدعمكم اللامتناهي لهذا الكيان الغاصب ، لن تجد آذنا صاغية مهما زينت كلامك ولك ان تتلمذ على يد "افيخاي ادرعي " وتطعمه بايات قرانية واحاديث نبوية وأمثال شعبية فلسطينية .. الفلسطيني ينظر الى إجرامكم ولا يأبه باقوالكم ولو قدمتوها لنا بماء الذهب أو مهرها معكم أدهى دهاة العرب .