الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتانياهو لا يريد سقوط السلطة ولن يقبل سقوط حكم حماس

نشر بتاريخ: 03/07/2018 ( آخر تحديث: 03/07/2018 الساعة: 15:07 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

وصل الخلاف الأمريكي الفلسطيني أبعد مما توقع المراقبون. بدءا من قول الرئيس أبو مازن للرئيس الأمريكي (يخرب بيتك يا ترامب) ومرورا بوصفه لديفيد فريدمان سفير أمريكا في تل أبيب (ابن الكلب). ووصولا لرفض أبو مازن عدة مرات لقاء كوشنير وجرينبلات بإعتبارهما شريكان في المؤامرة وفي جرائم سياسية ضد الشعب الفلسطيني. ووصل الأمر حد القطيعة السياسية والدبلوماسية بشكل كامل، ما خلق ازمة تفوق في عمقها الأزمة التي كانت بين امريكا وكوريا الشمالية.
ورغم محاولات الولايات المتحدة الأمريكية ترغيب وترهيب السلطة إلا أن الموقف الفلسطيني ظلّ واضحا وصارخا: لا لصفقة القرن. وقد راهن ترامب وزبانيته على أن يجدوا أطرافا فلسطينية تتساوق مع هذه الصفقة الخنزيرية ـ اّلا ان جميع الفصائل والقوى أعلنت بشكل حاسم رفضها لمؤامرة ترامب. ما جعل الامور تقف عند مفصل حساس.
مراهنات تل أبيب على توريط الزعماء العرب في ذبح القضية الفلسطينية لم تنجح، ورفض أي زعيم عربي أن يضع بصماته على سكين ترامب ما زاد من تعقيد الصورة. وقد ظنّت تل أبيب لوهلة أن السعودية ومصر والاردن والامارات وقطر والبحرين وغيرها ربما ستبيع القدس في أول فرصة، ولكن الأشهر الماضية أثبتت ان هذه الظنون مجرد جزع شخصي عند زعماء الاحزاب الصهيونية في تل أبيب. علما أن إسرائيل لم تكن قد طلبت ولم تطلب من ترامب ان يرفع شعار نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس بل انها تفاجأت مثل العرب بفوز ترامب وتفاجأت بقراره وإصراره على نقل السفارة وهي تعلم أن ذلك سيشكل خطرا داهما على أمنها واستقرار وجودها.
إن التنازل عن القدس مخالف لتعاليم القراّن الكريم. فهل سيجرؤ أي زعيم عربي أو فلسطيني على القول أن القراّن الكريم على خطأ وأن دونالد ترامب على صواب ؟؟؟ لن يجرؤ عربي على ذلك ومن هنا فشلت صفقة القرن، وهنا تكسّرت قرون الثور الأبيض.
وبعد فشل جولة جرينبلات كوشنير قبل إسبوع، التزم ترامب الصمت. في رسالة مباشرة لتل أبيب اننا لا نملك أية بدائل اخرى وإذهبوا انتم وإبحثوا عن حلول لهذه الازمة.
أمريكا انسحبت بصمت من القضية السورية، وقد شاهدت تل أبيب كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تتدخل في عودة إنتشار الجيش السوري على الحدود الجنوبية مع الاردن وفلسطين.
وامريكا الان تنسحب من القضية الفلسطينية بصمت، وتكتفي بمحاربة لقمة العيش والفقراء بفلسطين من خلال تجميد الدعم عن الشعب المحاصر. وتترك المتابعة لجيش الاحتلال والأحزاب الصهاينة.
حكومة نتانياهو لا تريد إسقاط السلطة، لانها لا تملك بديلا أفضل عنها.
وحكومة نتانياهو لا تريد إسقاط حكم حماس في غزة لأنها لن تجد أفضل منه.
ولان تل أبيب لا تملك أية حلول ونتانياهو شخصيا لا يريد أية حلول، ولذلك ستطلب تل أبيب خلال الايام القادمة من القاهرة والرياض وعمان وعواصم أخرى التدخل لإطلاق مبادرات صغيرة تتدحرج لوحدها حتى تصبح صفقات متوسطة تضمن تبريد الجبهات ومنع الإنهيار. يساعدها في ذلك ويوفر لها كل الدعم المالي والدبلوماسي واللوجستي، السفير ديفيد ريدمان "ابن الكلب".