الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

زلزال أم مؤامرة لهدم المسجد الأقصى؟

نشر بتاريخ: 11/07/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

- يستوقفني العديد من الناس في الشارع عند سؤال: هل هناك زلزال مدمر قادم أم أنها مؤامرة صهيونية لهدم المسجد الأقصى؟
ومن خلال هذه الأسئلة أجد أن قلق المواطن نابع من كون جميع الاخبار التي تتعلق بالزلزال لم تصدر عن مركز أبحاث علمي عربي، ولا عن عالم جيولوجيا عربي. وإنما نقلا عن الصحافة العبرية. فهل يعقل ان فلسطين ولبنان والاردن وسوريا ومصر تخلو من العلماء الجيولوجيين الذين ينشرون أي معلومات حول الأمر؟ وهل معقول ان الصحافة في تلك الدول المحيطة بفلسطين تنقل حرفيا عن الاعلام العبري؟
- إن امّة بلا علماء أمّة عمياء... ومنذ تراجعت القيمة المجتمعية لشهادات كليات العلوم نجدنا في تراجع خطير حيث نتحوّل الى مستهلكين بدل منتجين وإلى مستغربين و"مستشرقين". ومنذ تم تدخل الدول المانحة وشطبت علم الاجتماع والدراسات الثقافية وعلوم الحياة من معظم الجامعات وفرضت مكانه مادة الخدمة الاجتماعية والمواد التي تخلق جيل السكرتاريا وتخصص الخدمات. أضعنا العلوم.
- مع نتائج التوجيهي يبرز السؤال الأخطر عند جميع الطلبة الناجحين والراسبين: ماذا أتخصص؟ ماذا تنصحني؟ ما يدل على أن أولادنا وبناتنا أنهوا المرحلة الثانوية دون أن يقتنعوا أو يستعدوا سايكولوجيا لمرحلة التخصص.. ما سيخلق جيلا غير مقتنع بتخصصه، وإن كان مقتنع بتخصصه فإنه لن يجد عملا فيه!!!
- ربما يأتي الزلزال فعلا. ولكن معظم بيوت الفلسطينيين مبنية من الحديد المسلح والاسمنت القوي الذي سيتحمل هزة أرضية قوية ولن يكون هناك خطر الانهدام. فبلادنا ليست أرض طينية ولا بناياتنا من اللبن والاحجار المتناثرة. ولكن الزلزال بداخلنا أقوى من 10 على سلم ريختر. الزلالزال بداخل الاجيال أخطر بكثير من الهزة الأرضية.