السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإعدام..

نشر بتاريخ: 25/07/2018 ( آخر تحديث: 25/07/2018 الساعة: 15:43 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعد 15 عاما من سياسة الكذب وخداع الجمهور على الطريقة الامريكية الأصيلة، تحوّل نتانياهو إلى ظاهرة سياسية جبانة وخطيرة، ورغم أن رئيس الكنيست أبراهام بورغ قال حين استقال من الكنيست عام 2000 إن إسرائيل فاسدة وقد افسدها الإحتلال، إلّا أن نتانياهو قد عزّز الفساد في الحكم وأفسد الصحافة والبرلمان ورجال الاعمال.
وقد انتهز الإرهابيون اليهود من تلاميذ كهانا وباروخ غولدشتاين ونفتالي بينيت وأوري أرئيل، انتهزوا وجود رجل يستميت على الحكم بأي ثمن كان، لتمرير قوانين في الكنيست الصهيوني تفوق كل ما فعلته أنظمة العنصرية الحديثة، فمنذ الحرب العالمية الاولى لم تظهر حركات فاشية ونازية وعنصرية وأبارتهادية مثلما تظهر الاّن في أسرائيل.
وسط كل هذا الخراب الاخلاقي والعقلي، اندمج باقي قادة الاحزاب الصهيونية ومعهم غالبية الصحفيين ونشطاء الوسط، لينجرّوا الى لعبة التطرف أكثر وأكثر.. ومثلما يفعل الآن افيغدور ليبرمان الذي طالما حابى ووافق على اتفاقيات اوسلو من اجل دخول حكومات ايهود باراك وايهود اولمرت وارئيل شارون، تفعل أسوا منه تسيفي ليفني والمستجد آفي جباي والساذج المخملي يائير لبيد، حتى صارت إسرائيل أقرب الى مستشفى للامراض العقلية منها الى احزاب سياسية وكيان سياسي.
 وفي إسرائيل لوحدها من بين دول العالم يستطيع الوزير أن يخرج على شاشات التلفزيون ويشتم القوميات الأخرى واللغات الاخرى وباقي فئات البشر، وقد نسوا جميعا انهم جاءوا واستوطنوا هذه الأرض وهم مصابون بالجرب والكوليرا، أقنعوا انفسهم انهم أفضل من الشعوب الاخرى ومن القوميات الاخرى ما يجر المنطقة كلها الى حرب قادمة ستأكل الاخضر واليابس ولن يستطيع منعها احد.
وجود ترامب في الصورة الكبيرة زاد الطين بلة وكأن العالم ينقصه "مجانين" فانفلت عقال الصهاينة الى حد استخدام القوة المفرطة وزرع الانتقام في كل بيت فلسطيني وعربي وإسلامي.
هذه الأيام.. سيطرح وزراء الاحتلال قانون إعدام الفلسطينيين، ومن يسمع الخبر سيظن ان اسرائيل قد توقفت يوما عن إعدام الفلسطينيين بنيران الدبابات وقذائف المدافع وصواريخ الطائرات.
الاحتلال يقوم يوميا بإعدام الفلسطينيين، يقوم بإعدام الاطفال وطالبات الجامعة والمتظاهرين، والأرقام تثبت ذلك بشكل مخيف.
أعتقد لن يمنع أحد كنيست الإحتلال من سن هذا القانون، ولكن الأمور ستختلف بعده بشكل كبير.. حيث سيزداد عدد المطاردين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالإعدام، وهؤلاء سيتحوّلون الى ظاهرة مسلحة بالنار والانتقام، وسوف تعجز الحكومات والسلطات عن فعل أي شيء.
قال غسان كنفاني: ليس ثمة أصدق من حكم يطلقه على نفسه رجل ميت.