الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رواية وميض تحت الرماد والغربة

نشر بتاريخ: 09/08/2018 ( آخر تحديث: 09/08/2018 الساعة: 12:24 )

الكاتب: جميل السلحوت

القدس - معا - عن مكتبة كل شيء الحيفاوية صدرت مؤخرا رواية "وميض تحت الرماد" للروائي المقدسي عبدالله دعيس. 
تقع الرّواية التي منتجها وأخرجها شربل الياس في ٢٧٩ صفحة من الحجم المتوسط.
يجدر التّنويه بأنّ الأديب عبدالله دعيس، من قرية بيت حنينا إحدى أكثر قرى القدس شهرة، تقع بين القدس ورام الله، وغالبية مواطنيها مهاجرون منذ عشرينات القرن العشرين.
هذه الرّواية ليست الأولى لأديبنا، فقد سبق وأن صدرت له روايتان هما :"لفح الغربة" و"معيوف". وتأتي هذه الرواية "وميض تحت الرّماد" وكأنّها تجيب على تساؤلات كثيرة وردت في الرّوايتين السّابقتين، واللتين سردتا الكثير عن بيت حنينا مسقط رأس الكاتب، وما تعرّضت له من هجرة مواطنيها وإهمال أراضيها، غير أنّ هذه الرّواية أكثر شموليّة، حيث طرقت جانبا من أوضاع المهاجرين العرب والمسلمين إلى الولايات المتّحدة الأمريكية، فشخوص الرّواية تحدّثت عن مهاجرين من فلسطين، مصر، العراق وسوريّا، ولكلّ منهم أسبابه في الهجرة، وإن كانت توحّدهم المعاناة والفقر والاضطهاد في أوطانهم، يضاف إلى ذلك الصّورة الورديّة التي يجملها البعض عن الازدهار الاقتصادي الذي تشهده أمريكا.
وأكاد أجزم بأن الكاتب دعيس قد استفاد في كتابة روايته من السنوات العديدة التي عاشها في أمريكا، حيث درس الهندسة في إحدى الجامعات الأمريكية، كما عمل هناك عدّة سنوات، وبالتّالي فقد أتيحت له الفرصة الكافية للاطلاع المباشر على أحوال العديد من المهاجرين العرب.
وسيلاحظ القارئ للرّواية أنّ المهاجرين العرب يصدمون بالواقع الذي ينتظرهم عند الوصول إلى أمريكا، مع لفت الانتباه إلى أنّه ورد في ثنايا الرّواية أنّ هناك من المهاجرين من دخلوا أمريكا كطلاب، أو كسياحة، أو هجرة عن طريق شريكة أو شريك الحياة، أو دخلوها تهريبا من الحدود المكسيكيّة أو الكنديّة أو عن طريق البحر، لكنّ من توفّقوا منهم كانوا أقلّيّة وجزء منه ضاع في عالم المخدّرات والنّساء، وقد شاهدنا في الرّواية عددا من شخوصها قد عملوا كسائقي سيّارات عموميّة، وهذه حقيقة يشاهدها كلّ من دخل أمريكا واستعمل وسائل النّقل العموميّة، علما أنّ ما يكسبه السّائق قد لا يوفّر له عيش الكفاف.
لكن مع كلّ ذلك، فإنّ المهاجرين العرب والمسلمين يتعرّضون لمراقبة شديدة من قبل الأجهزة الأمنيّة التي تحاول الإيقاع بهم.
والقارئ للرّواية سيجد أنها تنحاز للفكر الدّيني، ولجماعة الإسلام السّياسي، وهذا حقّ للكاتب.
استعمل الكاتب السّرد الرّوائيّ بطريقة لافتة تشي بأنّه متمكّن من الفنّ الرّوائيّ الذي لا ينقصه عنصر التّشويق، كما أنّ لغته أدبية جميلة.