نشر بتاريخ: 15/08/2018 ( آخر تحديث: 15/08/2018 الساعة: 10:06 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
ما زالت غزة الصامدة العقدة في وجه الكيان الصهيوني، ومازالت تشكل خطرا كبيرا على وجود الكيان، وهي رغم تواضع سلاحها الدفاعي إلا أن غزة الباسلة تشكل الإزعاج الدائم لدولة الكيان التي تمتلك رؤوس نووية، وما أن تبدأ جولة عسكرية مع غزة في مواجهة ( إسرائيل) حتى تبدأ الوساطات الأممية والدولة في التحرك بهدف لملمة الأوضاع وعدم الانجرار في حرب مع الكيان؛ فمثلا ( البلالين الحارقة) والطائرات الورقية التي يطلق الأطفال والصبية على المغتصبات الصهيونية تشكل رعب للكيان واستنزفت قواه الكيان وطاقاته في مواجهة البلالين والطائرات الورقية.
ويرى كاتب المقال أن التحرك العسكري الصهيوني الأخير ضد غزة وقصفه عدد من المناطق والأهداف يؤكد الأزمة والورطة التي وقع فيها جيش الاحتلال وعدم الرغبة في بدء حرب إسرائيلية جديدة مع غزة.
إن العدو الصهيوني يحسب ألف حساب لكتائب القسام والمقاومة الفلسطينية رغم التفوق العسكري الهائل والكبير للكيان وامتلاكه الصواريخ النووية وصواريخ عابرة القارات؛ إلا أن كتائب القسام استطاعت لجم العدو الصهيوني، وفرض القسام معادلة النيران مقابل النار والضرب مقابل الضرب، حيث صمدت غزة بكل بسالة وشموخ في وجه العدوان الإسرائيلي حيث أقدم الكيان في نهاية الجولة الحربية على قصف مبني ثقافي وسط تجمع مكتظ في السكان مما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال والنسوة.
تحدت غزة آلة الحرب الصهيونية المدمرة، وصمدت في وجه حصار شديد ضرب أطناب الحياة، وأكل الأخضر واليابس في غزة، وواجهت محاولات الحصار والتشديد والتجويع ومشاريع العزل والتوطين، ووقفت غزة الشامخة بالمرصاد للعدو الصهيوني في الدفاع عن أرضنا وعن مقدستنا الفلسطينية ومواصلة التوسع الاستيطاني، وخرجت غزة عن بكرة أبيها تعلن رفضها حصار القدس، وإغلاق المسجد الأقصى المبارك، وواجهت غزة المخططات الصهيونية الخبيثة الماكرة لتقسيم القدس الزماني والمكاني.
فرضت غزة بضعفها معادلة الدفاع عن أبناء شعبنا والرد على جرائم العدو الصاع صاعين رغم أن ما تمتلكه غزة الباسلة من وسائل وأساليب المقاومة والدفاع عن النفس قليل في مواجهة الكيان والدولة النووية التي تمتلك أكثر من(٣٠٠ ) رأس نووي وتمتلك غواصات نووية وصواريخ مدمرة عابرة للقارات ومنظومة تكنولوجية عسكرية وأمنية متطورة ومتفوقة على دول (الشرق الأوسط ) بل هي دولة مصّنعة ومصدرة للسلاح ولها مكانة في سوق السلاح العالمي.
قبل أيام كشف استطلاع رأي حديث أجراه معهد (بنال بولتيك )، ونشرت صحيفة معاريف أن ما نسبته (64%) من الإسرائيليين غير راضين عن سياسة رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) ضد حركة حماس، فيما عبر(48% ) من الجمهور اليهودي في الكيان، عن تأييدهم لتنفيذ حملة عسكرية جديدة ضد حركة حماس بينما عبر( 41% ) منهم عن رفضهم لأي عملية عسكرية بغزة، فيما أجاب( 11% ) بعدم الرد.
- لقد ضج المسؤولين في الكيان الصهيوني من صمود ومقاومة وبسالة أهل غزة واعتبر رئيس بلدية (سديروت) – مستوطنات غلاف غزة- (ألون ديفيد) أن إعلان الجيش ( الإسرائيلي) وقف إطلاق النار مع حركة حماس خطأ كبير؛ فقد أعرب أحد المستوطنين من سكان مستوطنة (سيديروت) أن الحياة التي يعيشها المستوطنون خلال الأشهر الأربعة الأخيرة صعبة جداً، وهناك حالة من الإحباط الكبير دون معرفة ماذا سيحدث في الغد ؟؟ ومتى سيأتي صاروخ القسام القادم علينا ؟؟ ووصف الشوارع في( سديروت ) بالفارغة خوفا من صواريخ القسام والمتاجر والمحلات مغلقة وتبدو كالأشباح؛ فيما اعتبر الجنرال الصهيوني ( تسفيكا فوغل) في تصريحات لصحيفة ( معاريف ) الصهيوني أن جيش الاحتلال استسلم ورفع الراية البيضاء لحركة حماس قائلا : لقد جلبت لنا الحكومة العار و إن إسرائيل هزمت في الماضي ثلاث دول في آن واحد واليوم لا تستطيع هزيمة حماس.
ما زالت غزة تقدم الكثير من أبنائها شهداء الشهداء والجرحى في مسيرات العودة؛ فإن هذه الجولة هي بمثابة صولة يتبعها صولات وجولات أخرى مع الاحتلال؛ ورسالة غزة وصلت أنه لا تراجع ولا استسلام ولا تنازل على العقيدة والثوابت والمبادئ.