الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأمن الوطني... لا ينفصل عن الأمن القومي العربي

نشر بتاريخ: 22/08/2018 ( آخر تحديث: 22/08/2018 الساعة: 14:05 )

الكاتب: عمران الخطيب

ما حدث في السنوات الماضية حتى اللحظة الأخيرة في سوريا وما تعرض له العديد من الاقطار العربية لم يكن أمرا طبيعيا. بل هي مخططات لا تستهدف دولة دون الاخرى. بل هو مخطط يستهدف الجميع دون إستثناء والانتقاص من الإنسان العربي في كل مكان وفي المقدمة مصر. والمطلوب إشغال مصر في مواجهة الإرهاب حيث كان في مقدمة الاستهداف الأمن الوطني المصري والذي يشكل عمادة الأمن القومي العربي... إن من قاموا بتوجيه السلاح والمتفجرات إلى الجيش المصري كان يريد أن يضرب عصب المؤسسة الأمنية والعسكرية في مصر كما جرى استهداف الاقتصاد في مصر وإضعاف القوى الشرائية للجنيه المصري كل هذا من أجل تحييد دور مصر الرئيسي ولم يتوقفوا عند هذا الحد. بل سيتم استهدف كل الدول العربية دون استثناء. 
 ولم يكن الهدف كما حاول النظام الدولي تسويقها من خلال العديد من وسائل الإعلام العالمي وأدواتهم المختلفة ان يفرزها تحت عنوان الاستبداد. وتوريث الحكم والفاسد والعدالة الاجتماعية والبطالة. كل هذه العناوين الرئيسية موجودة. ولكن النظام الدولي وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية. والكيان الصهيوني عمل على الاستفادة من هذه المواد وقام باستثمارها على أكمل وجه. في تعزيز دخول منظومة الإرهاب التكفيري بكل ما تملك من قوة. ومن المؤسف أن النظام العربي الرسمي إبتداء من الجامعة العربية بدل ان يكون عاملا مساعدا في معالجة ما حدث شارك وساهم في السير على نفس المسار السياسي المعادي للأمة العربية. بل إن بعض من الدول العربية والخليجية والأوروبية إلى جانب تركيا شارك في العدوان على العديد من الدول العربية الشقيقة
تحت بند التخلص من هذا النظام كما حدث بشكل خاص في العدوان على العراق وليبيا واليمن، وبعد ذلك العدوان على سوريا والذي تجاوز السنوات السابعة. تحت بند الحرية والديمقراطية والاستبداد، تم تسهيل مرور آلاف من الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم وتم استخدم معايير متناقضة حين يقوم العمل الإرهابي في سوريا يكون تحت بند الجهاد وما سمي (الثورة السورية) وعندما تنتقل نفس هذة الأدوات إلى بعض الدول العربية وأوروبا يصبح عمل إرهابي !. وماذا كانت النتائج أصبح الجميع في دائرة الاستهداف وتدمير شامل للبشر والحجر. ومقومات الحد الأدنى من العيش الكريم. وهناك أهداف عديدة ومصالح مختلفة لهذه الدول. والعنوان المهم أن تبقى هذه الدول العربية ضعيفة وتفتقد الأمن الوطني. وبذلك الطرف الآخر هو المستفيد وفي المقدمة (اسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية. 
اعتقد ان غياب القيادة الجامعة في النظام العربي الرسمي هو الاساس في الوصول إلى هذه النتائج الكارثية. واليوم مطلوب ما تبقى من النظام الرسمي العربي خطوات ملموسة. تبدأ بوقف إطلاق النار في اليمن الشقيق. ومعالجة كافة القضايا الخلافية بين الأشقاء في اليمن من خلال الحوار بين المكونات الوطنية في اليمن دون استثناء أو قيود على الحوار. والوصول إلى وقف نزيف الدم وقتل الابرياء. وبذلك تكون اليمن بداية تصحيح المسار السياسي العربي والبدء بعملية الانطلاق لمعالجة القضايا العربية ووحدة الصف العربي.
ومن جانب آخر يجب إعادة الاعتبار لجامعة الدول العربية وفقا لميثاق الجامعة دون التفرد من أي جهة آخر. وهذا يتطلب إعادة النظر في القرار السابق في إخراج سوريا من الجامعة حيث أن القرار يتجاوز ميثاق الجامعة العربية. وخاصة ان الجمهورية العربية السورية. هي من أوائل الدول العربية المؤسسة للجامعة
واعتقد أن ما لحق من تراجع على صعيد القضية الفلسطينية وإعلان الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف في القدس عاصمة لدولة اسرائيل هو تحدٍ بشكل خاص للنظام العربي الرسمي من المحيط إلى الخليج واليوم وبعد ما سمي صفقة القرن والتي تعني تصفية القضية الفلسطينية بشكل شمولي ولن يكون الخاسر الشعب الفلسطيني فقط بل هو النظام العربي الرسمي. حيث يتوهم البعض أن كان يعتقد أن سيكون في مأمن من نتائج صفقة القرن، والتي سوف تتجاوز مكونات العديد من الدول العربية وبنفس الوقت الأمن الوطني ومنظومة ما تبقى من الأمن القومي العربي.