الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون وثمن ترامب!!

نشر بتاريخ: 24/08/2018 ( آخر تحديث: 24/08/2018 الساعة: 11:51 )

الكاتب: ماجد سعيد

لا اعتقد ان ترامب يشعر بالندم لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عندما قال ان على الأخيرة ان تدفع ثمن ذلك؟ لكنه بذلك يبدو محاولا اغواء الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات؟
ولا اعتقد أيضا وهو يعلم ذلك انه سينجح ليس لدى الفلسطينيين وحدهم وانما لدى إسرائيل أيضا، فالفلسطينيون حسموا امرهم واعلنوا صراحة انهم لن يقبلوا بحلول اميركا او رعايتها المنفردة لاي عملية سلام، والإسرائيليون لن يدفعوا أي ثمن لا يرون انه يمكن ان يحقق لهم المكاسب المطلوبة والضمان بما يخدم خططهم في عملية ضم ما يريدون من الأرض.
اذا ماذا يقصد ترامب في ان الدور للفلسطينيين كي يحصلوا على امر جيد؟
الامر الجيد لا يعدو اكثر مما تعمل عليه الإدارة الاميركية من خلال القاهرة والأمم المتحدة من اتفاق تهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس في غزة مقابل فكفكة الازمة الانسانية كما يقولون، اما ما يتحدث عنه ترامب من ثمن يتوجب على إسرائيل ان تدفعه فهو تخفيف الحصار عن قطاع غزة وبناء مطار وميناء لاهل غزة حتى وان كانا خارج حدود القطاع.
هذا هو الثمن الذي سيوقع عليه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بعد عطلة العيد اذا ما تم بالفعل، وهذا ما يظنه الرئيس الاميركي الذي سيعلن عنه في الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة الشهر المقبل باعتباره انجاز المرحلة الأولى من خطة "صفقة القرن" التي تحمل مسمى "أجندة نحو السلام".
وبغض النظر عن المسميات فان اميركا بهذا الاتفاق تحقق غرض إسرائيل، دولة في غزة وفتات حكم في الضفة الغربية.
هذا الامر يوجب على القيادة الفلسطينية عدم الوقوف عند تصريحات الاستنكار والرفض لهذه الخطة او التعامل بردود الأفعال على مواقف وقرارات واشنطن او ما تمارسه تل ابيب على الارض، وانما يتوجب على القيادة بناء استراتيجية تقوم على العمل الوطني المشترك وتحقيق المصالحة الوطنية بكل السبل إضافة الى تعزيز مقومات الصمود للمواطنين في الضفة وغزة على حد سواء والعمل على ردم الفجوة القائمة بينها وبين الجماهير من خلال ممارسة الحكم الرشيد والتخلي عن سياسة التضييق على هذه الجماهير.