الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشراكة ام التفرّد؟؟؟

نشر بتاريخ: 26/08/2018 ( آخر تحديث: 26/08/2018 الساعة: 18:27 )

الكاتب: اللواء د.مازن عز الدين

لقد تابعنا في الوطن وفي الشتات ومعنا من يحب فلسطين، باهتمام، وشوق، وامل، وتفاؤل، وقلق، وخوف، محادثاث القاهرة التي ترعاها الشقيقة مصر، من اجل استعادة اللحمة الوطنية، وانهاء الانقسام، الذي غرس الاكتآب، والضعف، والتغول، والاستفراد، والفقر، والجوع، والظلام، والحرمان، بديلا عن الشراكة والطمأنينة الوطنية، وبعد الرحلات المكوكية بين غزة والقاهرة، ورام الله والقاهرة، التي جذبتنا اليها بعقولنا وعواطفنا، فتقاربنا وتباعدنا، تفائلنا وتشائمنا، وصلنا الى القمة، وعدنا هوّينا الى القاع، وكما هو في كل مرة، من جديد بدأنا نتسلق جبل العذاب والصبر الذي لم يعد يرضى ان يرافقنا، صدقنا انفسنا لحظة، وعدنا نكّذب بعضنا مرات اخرى، وبسرعة البث الاذاعي والتلفزيوني تراشقنا، بالكلمات التي لايقبل ان يسمعها احفادنا من قسوتها، واصبحنا وامسينا المادة الخصبة للفضائيات، الصديقة، والمعادية، التي عادت تقدمنا على راس قائمة الاخبار لتعكس صورتنا السلبية اكثر.
نعم ان قضيتنا هي قضية العرب الاولى، وهي في دائرة الاهتمام الاقليمي والدولي، ولكن يجب الاّ نخدع انفسنا ونعتقد انها الآن الاكثر اهمية مما يحدث في الملف النووي الكوري او الملف النووي الايراني او اهم مما يحدث في المواجه بين التحالف العربي والحوثيين في اليمن، او اهم من الملف السوري والعراقي او الاكراني، او التركي مع ترمب الامريكي ...الخ.
وعدونا يرحب بإدامة الانقسام، ويسعى ان نصل الى ماهو ابعد منه، ويعيدنا الى مرحلة روابط القرى اذا استطاع ذلك. ويكون اكثر فرحا اذا وصل الى حدود التفاوض مع كل حركة او حزب او جماعة منفردا بعيدا عن الاجماع الوطني الفلسطيني.
والسؤال المركزي الى متى يبقى الشعب الفلسطيني اسيرا لهذة المتاههة المرهقة ؟
وقد قطعنا شوطا وهوان تتحمل حكومة الوفاق الوطني كل شيء وتعالج الملفات الاساسية في القطاع وتنهي المعاناة، وتذهب بالاوضاع لما قبل الانقسام، والحوار يمضي قدما الى وضع الصيغ الضامنة لتكريس مبدأ الشراكة في الحكم واسس حماية ذلك، واعتقد ان الكل الفلسطيني يعلم ويعي ان الرئيس ابو مازن لديه من الحكمة والشجاعة ان يسلم السلطة لمن يرتضيه الشعب الفلسطيني عبر انتخابات حرة ونزيهة، تصل بنا الى حكومة الوحدة الوطنية ، وقد فعل ذلك بحق واقتدار في مرحلة سابقة.
لهذا علينا ان نجد قواعد الشراكة المحمية بقواعد وتقاليد التبادلية، التي يتبعها كل العالم من حولنا، والتعود على ان نعمل معا، والقبول بالانتقال من الحكم الى المعارضة التي تعمل عبر تصحيح مساراتها الخاطئة، فترة حكمها، او اذا لم يحالفها الحظ في الانتخابات، لتعود من جديد للمنافسة، والانضباط المؤسساتي، الذي تمزق كتمزق الوحدة الوطنية، وحتى نحافظ على حجم التضحيات التي قدمها الشعب والذي يستحق عبرها ان يجني الثمار السياسية، التي توصله الى دولته المستقلة. وقد تنجح الهدنة، والتهدئة الى وقت، لكنها لن تنجح كل الوقت، لهذا الاجماع الوطني، والوحدة الوطنية، والشراكة، تحمي الجميع من التفرد والانقسام، وتعطينا كل الوطن، وليس جزءا من الوطن.