الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نميمة البلد: الانقسام والمطالبة بعودة الاستعمار

نشر بتاريخ: 01/09/2018 ( آخر تحديث: 01/09/2018 الساعة: 11:05 )

الكاتب: جهاد حرب

تظهر نتائج استطلاع "نبض الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي" الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في حزيران الفارط الى اختلاف في المواقف بين الفلسطينيين، حسب درجة التدين والانتماء السياسي والمنطقة الجغرافية "الضفة والقطاع"، من الخيارات السياسية المطروحة والمتعلقة بطبيعة الحل المستقبلي المقبول. في المقابل تتشابه الى حد بعيد مواقف الفلسطينيين في قطاع غزة وأولئك الذين يصفون أنفسهم انهم مدنيون والذين يصوتون لحركة حماس.
أشار الاستطلاع الى فروقات في مواقف سكان قطاع غزة مقارنة بسكان الضفة الغربية تجاه حل الدولتين بمقدار ستة نقاط، فيما ينطبق الامر تجاه بعض البدائل الأخرى حيث ترتفع نسبة تأييد للفصل العنصري الى الضعف في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (12%بين سكان القطاع مقارنة بـ 6% بين سكان الضفة) ، وطرد الإسرائيليين من فلسطين التاريخية بحوالي تسع نقاط (24%بين سكان القطاع مقارنة بـ 13% بين سكان الضفة). يعكس هذا الاختلاف فروقات بين الجمهور الفلسطيني حسب درجة تدينه بحوالي تسع عشرة نقطة (حيث أن 55% من سكان قطاع غزة يقولون بأنهم متدينون فيما تقول نسبة من 36% فقط من سكان الضفة الغربية أنهم متدينون). في الوقت الذي يتطابق تقريبا التأييد لخيار حل الدولة الواحدة (9% في الضفة و10% في القطاع).
كما توجد فروقات واضحة في مواقف الفلسطينيين حسب درجة التدين؛ ففي تأييد حل الدولتين يظهر الفرق بحوالي أربعة عشر نقطة بين متوسطي التدين والمتدنيين (49% مقابل 35%)، وينطبق الامر كذلك على خيار الطرد بحوالي عشر نقاط (23% لدى المتدينين و13% لدى متوسطي التدين). فيما تتطابق النسبة لدى الجهتين المتعلقة بتأييد الفصل العنصري (8%) وحل الدولة الواحدة (9%).
تشير نتائج الاستطلاع الى فروقات كبيرة في تأييد خيار حل الدولتين بين مؤيدي حركتي فتح وحماس حيث يتسع الفارق الى حوالي 35 نقطة (57% لدى مؤيدي حركة فتح و22% لدى مؤيدي حركة حماس)، ويذكر أن التأييد حسب الاستطلاع لحركة فتح بلغ 39% ولحماس 32% وللقوى الأخرى 9% وغير المنتمين 20%. وكذلك الفارق في التأييد لخيار الطرد باثنتي عشرة نقطة (26% لدى مؤيدي حركة حماس و14% لدى مؤدي حركة فتح). وبفارق تسع نقاط فيما يتعلق بالفصل العنصري ((14% لدى مؤيدي حركة حماس و5% لدى مؤدي حركة فتح).
تبدو الاختلافات ظاهرة وبعمق ليس فقط حسب الانتماء السياسي لدى الموطنين بل حسب مكان السكن "الضفة والقطاع" الامر الذي يدعو الى التفحص العميق في المواقف والانطباعات حول القضايا المختلفة الاجتماعية والثقافية والسياسية والخيارات المستقبلية مقارنة بذاتها قبل الانقسام السياسي الذي مضى عليه أكثر من أحد عشر عاما، وفي تحولات البنى الاجتماعية والثقافية الباعثة لهذه المواقف والانطباعات بغية رصدها وفهم مكنوناتها.
وفي ظني إذا كان التأييد لخيار الفصل العنصري لدى مؤيدي حركة حماس يعود الى عدم الايمان بالدولة القومية أو لوجود وعد إلهي، فإن نسبة التأييد هذه في قطاع غزة ولدى مؤيدي حركة فتح والاخرين تشي بفقدان الثقة بقدرة الفلسطينيين على الوصول الى دولة تحفظ الحقوق وتصون الحريات وتحقق الرفاه لمواطنيها. أي تكشف عن وجود نواة، تتمثل بحوالي 8% من الجمهور الفلسطيني، للمطالبة بعودة الاستعمار دون تبلور نخبة سياسية لها.