نشر بتاريخ: 03/09/2018 ( آخر تحديث: 03/09/2018 الساعة: 12:13 )
الكاتب: د.علي الأعور
ساهمت العلاقات الدولية في التاريخ المعاصر منذ نهاية الحرب العالمية الأولى في صناعة العلاقات الدولية والنظام العالمي وانتجت عصبة الأمم المتحدة وفي نهاية الحرب العالمية الثانية تشكل النظام العالمي ذو القطبين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية وانتجت العلاقات الدولية هيئة الأمم المتحدة التي تشكلت من الجمعية العمومية ومجلس الامن الدولي والدول الخمس دائمة العضوية وصاحبة حق النقض الفيتو. وبعد حرب 1948 وما يعرف في التاريخ الحديث بالنكبة او مأساة الشعب الفلسطيني وتدمير اكثر من 800 قرية ومدينة فلسطينية وتشريد أهلها منها وهذا ما أكده الباحث والمؤرخ الإسرائيلي " الان بابيه " في كتابه" التطهير العرقي في فلسطين" وتشكلت " وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) بقرار اممي وموافقة جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
وبالأمس القريب أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن وقف مساعداتها للاجئين الفلسطينيين وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعا في بيان له يوم السبت الماضي بانه سوف يستمر في دعم وتمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لان ذلك يساهم في استقرار وامن المنطقة ودعا الحكومة الامريكية الى إعادة النظر في قرارها.
ولكن العلاقات الإقليمية بمجموعة من اللاعبين الاقليمين ممثلة في حركة حماس وإسرائيل وقطر وغيرها من الدول في الشرق الاوسط تحاول صناعة المشهد الفلسطيني من جديد وصناعة العلاقات الإقليمية في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني والقصية الفلسطينية .
وهناك إنجازات صنعها الشعب الفلسطيني بدماء شهدائه وعلى راسها " اعتراف جميع دول العالم بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وبالتالي على الجميع ان يعلم بان الالتفاف على الشرعية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لن تمر ولن يسمح بها الشعب الفلسطيني واي محاولة إقليمية لتجاوز القيادة الفلسطينية هي محاولة فاشلة سواء كانت من الولايات المتحدة الامريكية(جارد كوشنير و جيسون غرينبلات) او أي لاعب إقليمي في المنطقة سوف يتصدى لها الشعب الفلسطيني وسوف تولد ميتة قبل انجابها.
إسرائيل كانت ومازالت والمجتمع الإسرائيلي برمته يضع على راس أولوياته الامن الإسرائيلي ولا تلتزم إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة واكبر دليل على ذلك اتفاق أوسلو 1993 وعلى الرغم من سلبيات أوسلو الا ان الشعب الفلسطيني التزم بجميع بنود أوسلو ولكن إسرائيل تجاوزت والغت أوسلو بكل سياساتها بداية بالجدار الفاصل وبناء المستوطنات وما زالت مستمرة بتهويد القدس وهدم البيوت وافراغ البلدة القديمة في القدس من سكانها المقدسيين.
وهنا اود ان ابعث برسالة الى حركة حماس ان أي اتفاق او ترتيبات او هدنة مع إسرائيل وتجاوز القيادة والشرعية الفلسطينية هي محاولة فاشلة وسوف تكون على حساب الشعب الفلسطيني ولن تلتزم بها إسرائيل وسوف يبقى الامن الإسرائيلي على راس أولويات السياسة الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلية كله من اليسار واليمين الإسرائيلي مجتمعا.
كما انني ابعث برسالة الى السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس أبو مازن بضرورة العمل على انهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة حركة حماس الى مؤسسات الشعب الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة قطاع غزة بأبنائه وجماهيره الى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من اجل توحيد الخطاب الفلسطيني وإعادة حماس الى النظام السياسي الفلسطيني .
ومهما يكن من امر ...حتى ولو تم الاعتراف بحركة حماس لاعب إقليمي في المنطقة من قبل أمريكا وغيرها من دول المنطقة فان ذلك لا يمنحها الحق في تجاوز الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطيني صاحبة الحق الشرعي والتاريخي في توقيع الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الأخرى.
هناك لاعبون اخرون يحاولون ان يكونوا من اللاعبين الاقليمين في المنطقة وبالاتفاق مع حماس من اجل صناعة المشهد الفلسطيني من جديد ولكن اثبتت التجارب في بداية السبعينات لإسرائيل وغيرها ان محاولة صناعة بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية هي محاولة فاشلة ولن يسمح الشعب الفلسطيني لدول المنطقة بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني والقصية الفلسطينية التي كانت وما زالت هي محور الامن والاستقرار العالمي .