نشر بتاريخ: 05/09/2018 ( آخر تحديث: 05/09/2018 الساعة: 18:43 )
الكاتب: عمران الخطيب
منذ ما يزيد عن 70 عاما ونحن نسمع ونتحدث ونحاور ونختلف ونصل إلى درجة الخلافات الحادة وفي بعض الأحيان إلى القطيعة من جراء ما يطرح من مشاريع لا تتعدى بالونات اختبار من أجل الإستمرار في الخلافات وان يكتسب الآخر المتمثل في الكيان الصهيوني من كل ذلك عامل الوقت. في غالب الأحيان ما طرح منذ قرار تقسيم فلسطين وصدور قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت ويتبنى خطة تقسيم فلسطين القاضية بانهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى ثلاثة كيانات جديدة.. وبعد صدور هذا القرار الجائر في ذلك الوقت ومع مرور الزمن أصبح هذا القرار مجرد عرض ويتم تخزينه في الارشيف.. لذكرى فقط دون تنفيذ. وهناك العديد من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، اضافة إلى كل ذلك هناك العديد من المشاريع لحل القضية الفلسطينية، ولكن كل هذه الحلول والتي لم تكن تنصف الشعب العربي الفلسطيني في حقوقة التاريخية، كان يطلب من القيادة الفلسطينية القبول بذلك، والعديد من المبعوثين من الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا دون فائدة. وأتذكر مشروع المملكة العربية المتحدة الذي تحدث عنها في خطاب الراحل الكبير الملك الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في أذار 1972 وبعد حرب اكتوبر 1973 عقد مؤتمر جنيف وجولات وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر إلى مشروع الرئيس رونالد ريغان للسلام، وبيان قمة البندقية 13 يونيو 1980 وإلى سلسلة من المشاريع لا حصر لها وكان أبرزها مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 21 مارس 2002 وكل هذة المشاريع كان أهم الرد على لسان (شارون) الذي قال ردا على مبادرات السلام العربية أنها لا تساوي الحبر المكتوب.
ولم يكتف بذلك بل قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات في المقاطعة بمدينة رام الله وتم استخدام القذائف والرصاص الحي واقتحمت الدبابات وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي مقر الرئيس، إضافة إلى مدن الضفة الغربية وبشكل خاص مخيم جنين وصدر في حينها "بيانات" التنديد والاستنكار بل هو يتوهم من يفكر إن المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري يؤمن في تحقيق السلام.. هذا كيان يحمل العديد من الفيروسات المعدية والقاتلة.
لذلك من غير المجدي أن نفكر أو نطرح أي من الحلول لتسوية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.. لن يقبل في إنهاء الصراع طال الزمن أو قصر دون أن ينال كامل حقوقة كاملة على مسافة فلسطين التاريخية. لن يقبل؛ أنصاف الحلول. وفي نفس الوقت يؤكد اليوم وكل يوم عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعب الفلسطيني / والشعب الأردني الشقيق بكل ما تعني الكلمة. ولا يوجد فلسطيني في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل يقبل بحلول على حساب الهوية الوطنية الأردنية وعلى الجغرافيا وتراب الوطني الأردني. وأن ما يطرح في وسائل الإعلام الصهيوني ليس قدر علينا واعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من أهم الشخصيات الفلسطينية الذي يدرك تفاصيل ومفاصل المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري، ولا يعني أن ينقل ما طرح خلال اللقاءات المتكررة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين يعني ذلك الموافقة على هذا الطرح، بل يتهكم عندما طرح على ان تكون إسرائيل ضمن الكونفدرالية... يدرك بشكل مطلق رفض (اسرائيل) لكل الحلول ولم يطرأ أي جديد على المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري حتى يومنا هذا.
..وتأكيد على كل ذلك لم يطرح خلال انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني الذي انعقد يوم 16/1/2018 أي من هذا الطرح أو المبادرة.
بل قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شرحا عميقا حول وعد بلفور والمشروع الصهيوني الاستعماري وبشكل تاريخي من الألف إلى الياء، وإعلن عن وقف الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، وطالب أن يتم إعادة النظر في اتفاقية أوسلو وإتفاق باريس الاقتصادي والعديد من القضايا الهامة. وطلب أيضا بعقد مؤتمر دولي بمشاركة الدول أعضاء مجلس الأمن الدولي. وقال ابو مازن أمريكا هي طرف ولم تعد وسيط. في عملية السلام. هل من الممكن بعد ذلك أن يقبل في أقل من قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتوافق الوطني الفلسطيني. حيث أكد خلال التوقيع على المصالحة الفلسطينية عام 2011 أمام حضور كافة الفصائل الفلسطينية والأمين العام للجامعة العربية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة وزراء الخارجية العرب وتركيا.. قال نحن نريد دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وأضاف لا أريد جندي إسرائيلي واحد في غور الأردن. والقدس فوق الأرض أو تحت الأرض هي فلسطينية خالصة بدون الاستيطان.... هذا هو موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجماع الوطني الفلسطيني. والمهم أن العلاقات الفلسطينية الأردنية هي علاقة نموذجية بحيث هناك تنسيق مشترك بين الطرفين في كافة المجالات وبشكل خاص القضايا المفصالية.
قبل أقل من شهر عقدة قمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني وأخية سيادة الرئيس محمود عباس _ابو مازن..هل من المعقول والمنطق والعلاقات المتميز والرئيس ابو مازن هو من طرح الوصاية الهاشمية على القدس لم للأردن الشقيق الدور التاريخي والمحوري ..في الختام نحن جميعا أردنيون في دفاع عن الأردن ونحن جميعا فلسطينيون في دفاع عن فلسطين.
خطّاء وضيّق الأفق من يحاول ان يصطاد في الماء فلم يجد غير خيبات الأمل.