السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو إستجاب أبو مازن لدعوة ترامب للقائه... سيندم كثيرا

نشر بتاريخ: 05/09/2018 ( آخر تحديث: 05/09/2018 الساعة: 13:24 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

فاز دونالد ترامب على مرشح الحزب الديموقراطي بناء على وعود إنتخابية داخلية في أمريكا تتعلق بتوفير الوظائف وزيادة النقود للموظفين الامريكيين. ولم يطرح ترامب أي تصور للعالم سوى نهب المزيد من الخيرات والأموال من المكسيك والخليج العربي والاتحاد الاوروبي وايران وليبيا والعراق وغيرها. وترامب العنصري لا يملك أي صفقة عصر ولا صفقة "مغرب". ولا يوجد لديه سياسة خارجية أساسا، سوى التذلل ليهود أمريكا ويهود اسرائيل لضمان بقائه في الحكم. والدليل على ذلك أن غالبية كبار موظفي الخارجية الأمريكية والبيت الابيض قدموا استقالاتهم فور إعتلائه لسدة الحكم.
أبو مازن رجل سياسة ليبرالي، ولو وافق على اقتراحات بعض الزعماء العرب ووافق على لقاء ترامب فانه سيطلب من ترامب المقابل السياسي ولكن ترامب لا يملك أي شيء ليعطيه للرئيس الفلسطيني. بل إن ترامب لا يريد دعم أي رئيس ليبرالي أو دعم أية دولة في العالم ماديا او سياسيا فهو معجب كبير بالدكتاتوريات عبر التاريخ ويحاول تقليدهم، وتثبت السنوات الماضية أن ترامب لم يتبرع لاي كيان او دولة ليبرالية ديموقراطية بأي دولار بل نهب ثروات البلاد وأعطاها لاسرائيل وللمنظمات اليهودية التي تسيطر على احتكارات وخيرات وشعوب العالم.
لم يفعل ولن يفعل ترامب سوى إعطاء كل شيء لليهود وللاحتلال الاسرائيلي، لا يملك فكرا ولا رؤية ولا حلول ولا صفقات ولا معادلات. عنصري لا يملك سوى أن يخدم هو وطواقمه مشروع الاحتلال الصهيوني العنصري، وأن يجعل كل أمريكا خاضعة لليهود ونفوذهم الاستعماري التسلطي.
هذه المعركة ليست إختيارية. وانما هي معركة إجبارية فرضتها قوى الظلم والاستعمار. ولو وافق أبو مازن على لقاء ترامب سيحطم كل ما بناه من مواقف رافضة للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي يرمي لتهويد القدس وشطب حق العودة وفصل غزة وتمكين ليبرمان من رقبة الفلسطينيين الذين يعانون منذ مئة عام من الظلم والقهر اليومي.
لا مجال الان للتراجع، ولا مجال للتذاكي، ولا مجال لمغامرات المستشارين الذين يهمسون في أذن ابو مازن بأن هذه فرصته لتخفيف حدة المواجهة مع الإدارة الامريكية. لان ترامب لن يعطي الفلسطينيين سوى الوعود الكاذبة والصفعات. ولو إمتلك ترامب خزائن الارض فلن يعطي أبو مازن أي شيء.