نشر بتاريخ: 07/09/2018 ( آخر تحديث: 07/09/2018 الساعة: 10:34 )
الكاتب: جاك يوسف خزمو
الرئيس الاميركي دونالد ترامب أبدى قلقاً كبيراً على الارهابيين المتواجدين حالياً في محافظة ادلب السورية. وعبّر عن قلقه عبر تحذير سورية وروسيا وايران من مغبة هجوم عسكري عليهم، رغم أنه يعرف حق المعرفة أن هؤلاء الارهابيين المرتزقة عاثوا في سورية دماراً، وأساءوا للشعب السوري كثيرا، وكانوا السبب وراء هذا الكم من الشهداء من أبناء الشعب السوري الذين تصدوا بكل بسالة وجرأة وشجاعة ومصداقية لهؤلاء المرتزقة الحقيرين، وبدماء هؤلاء الشهداء والجرحى وتضحياتهم سقطت المؤامرة الكونية التي شنت على سورية.
يظهر الرئيس ترامب أنه حنون جداً، ولا يريد سفك دماء، ولا يريد قتل وسحق هؤلاء الارهابيين، ولكن في الواقع فان اميركا نفسها هي من دعمت هؤلاء الارهابيين بالعتاد والمال، وهي المسؤولة عن أرواح جميع من سقطوا في هذا الارهاب المخطط له ضد سورية، وهي التي تدعي انها تكافح وتحارب الارهاب، ولكنها في الواقع هي صانعته وداعمته ومساندته الى أقصى وأبعد الحدود.
اذا كان الرئيس ترامب حنونا بالفعل، فعليه أن يعتذر أولاً عن الدماء الزكية التي سالت في سورية على أيدي مرتزقته الارهابيين، وعليه أيضاً أن يقدم اقتراحاً قابلاً للتطبيق يؤدي الى مغادرة هؤلاء الارهابيين من محافظة ادلب ومن جميع الاراضي السورية من خلال نقلهم جواً على حساب ادارته الى احدى الولايات الاميركية، وتوطينهم هناك، لأن حكومات الدول التي أتوا منها يرفضون عودة هؤلاء الى بلادهم لانهم يشكلون خطراً على أمن البلاد، وكذلك على أمن الشعوب، وسيعيثون فساداً ودماراً وهلاكاً في هذه الدول.
أما إذا ثبت للجميع أنه مجنون في تصرفاته وتصريحاته وقراراته وتغريداته، فان عليه أن يدفع ثمن جنونه من خلال عزله، فالشعب الاميركي لا يرضى أن يكون رئيسه مجنونا وقاسي القلب، وداعماً للارهاب، ومعرضاً أمن العالم كله للخطر والفوضى.
هناك مؤشرات إلى أنه مجنون من خلال بعض التصرفات والتصريحات المتناقضة، فهو لا يعترف بوجود لاجئين فلسطينيين، ويريد شطب حق العودة لهم، وفي الوقت نفسه يدعو الى مساعدة أبناء القطاع انسانيا لانهم لاجئون بحاجة الى المعونة والدعم.
هو حنون نحو الارهابيين، ولكنه مجنون في مواقفه تجاه المهاجرين الى اميركا، ويريد منعهم من الدخول اليها، ويرغب في أن يبقوا معانين في أوطانهم المتمزقة نتيجة الحروب القاسية وخاصة في بعض دول افريقيا.
لا يستطيع أحد أن يجزم بأن الرئيس ترامب هو حنون أو مجنون، ولكن يمكن القول أنه "مُضلل" الى حد كبير من خلال ما ترفع اليه من تقارير وتوصيات، ويمكن القول وبكل صراحة أيضا أنه غبي سياسياُ، ولو كان عكس ذلك، فان أيا من العاملين معه لا يستطيع تضليله، ولا يقبل ترامب على نفسه أن يكون متناقضاً مع ذاته حنونا في أحيان، ومجنونا في أحيانٍ أخرى.
نصيحة الى الرئيس ترامب وهي أن يتوقف عن اصدار قرارات وتصريحات مضحكة ومرفوضة وعليه أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً وأخيرا، إذا كانت لديه ذرة من ضمير حي، وهناك شك كبير في توفر هذا الضمير الانساني لديه!