نشر بتاريخ: 07/09/2018 ( آخر تحديث: 07/09/2018 الساعة: 10:36 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
لدينا العلم الكافي ان السياسة الامريكية لم تكن يوما في صالح الفلسطينيين بتاتا، حتى في عهد الرئيس السابق باراك اوباما الذي كان الاقرب الى وجهة النظر الفلسطينية ولكنه في النهاية وقف ضد القانون الدولي لصالح اسرائيل في موضوع الاستيطان وغيره وان كان له ان مرر قرار في مجلس الامن على اعتبار النشاط الاستيطاني مخالق للقانون الدولي في فلسطين في اخر ايامه ولكن ما سوى ذلك كان ضد الفلسطينيين وعلى مدار سنوات طويلة عملت الادارات الامريكية المتعاقبة على اجراءات وقرارات ضد الفلسطيين لصالح الاسرائيليين وهنا يجب علينا ان نقر بهذا الموضوع مجددا وقد قلنا عنه الكثير ولكن ان تبقى سياساتنا رهينة المواقف الامريكية هو نوع من السير في طريق خاطىء، ولا نخفى القول مرة اخرى ان السياسة الدولية كلها مرتبطة بسياسة امريكا والتي تهدد كل الدول صبح ومساء وهذا ما يحصل من تهديد مبطن وعلني لدولة الباراغواي التي اعادت نقل السفارة من القدس الى تل ابيب.
كذلك هناك مجال للاستفادة من تراجع السياسة السعودية في العلن والسر حول دعم اجراءات ترامب لما سمي بصفقة القرن وبالتالي الاستفادة ايضا من حالة الممانعة لسياسة ترامب في داخل البيت الابيض نفسه وهي مسألة تحتاج الى المزيد من العمل من اجل الحفاظ على الوضع الفلسطيني والحقوق دون الذهاب الى حالة تدهور مستمرة نتيجة السياسات الاسرائيلية ومنها قرار محكمتهم العليا بهدم وتهجير سكان الخان الاخضر.
لا شك ان الفلسطينيين في وضع لا يحسدوا عليه في ضوء كل هذه الامور، وخاصة ان الدول العربية ليس لديها موقف ضاغط باتجاه السياسات المطروحة والذي لن يؤدي من جديد الا الى بقاء الفلسطينيين في مكانهم وحيدين دون موقف داعم لهم، وهذا ليس سىء اذا ما قيس بحجم القضية الفلسطينية وعلى الفلسطينيين ان يرتبوا صفوفهم الداخلية لتمرير السياسات الجائرة ضدهم وان لا تكون مؤثرة بشكل سيء عليهم والا سنعود الى مربع اول بلا سياسات او تخطيط، لان الوضع الداخلي انهك الفلسطينون ووضعهم في مواقف صعبة واتعب شغلهم على السياسة الدولية وهو ما سعت اسرائيل نحوه منذ عقود طويلة، فيكف بمن لم تصله المياه ان يفكر في السياسة او من ليس لديه سكن ان يفكر فيها، فهناك العمل الكثير والذي يجب ان يؤدي الى نتائج كبيرة لسلب تدهور الوضع بفعل سياسات امريكية اقل ما يقال عنها هوجاء لمرور العاصفة بسلام.