الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عباس وترامب وحلم اللقاء

نشر بتاريخ: 09/09/2018 ( آخر تحديث: 09/09/2018 الساعة: 12:23 )

الكاتب: ماجد سعيد

يقول الإسرائيليون تعليقا على دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرئيس محمود عباس للقائه في نيويورك ان الاول وضع للثاني السلم كي ينزل عن الشجرة، فهل سينزل الرئيس أبو مازن عن الشجرة كما يقول الاسرائيليون وتعود العلاقات الفلسطينية الاميركية الى سابق عهدها؟
في البداية الجميع يعلم انه لا ثابت في السياسة، وبالتالي من الممكن ان يلتقي الرجلان ان شعرا ان هناك ما يمكن فعله، كما يجب علينا ان لا ننسى ان الاتصالات الفلسطينية الاميركية على المستوى الأمني تواصلت ولم تتوقف يوما وهو ما قاله الرئيس عباس بنفسه عندما التقى وفد حركة السلام الإسرائيلية في مكتبه برام الله في الثاني من الشهر الجاري، وهناك من يقول ان الاتصالات السياسية أيضا قائمة وان كانت على نطاق ضيق.
وعلى الرغم من حسم كل من الإدارة الاميركية والفلسطينيين ان اللقاء لن يتم وانه لم تكن هناك دعوة بهذا الشأن، الا ان التفاعل الذي احدثه خبر الدعوة بعد نشره عبر وسائل الاعلام الإسرائيلية كان كبيرا.
لكن إذا صح القول وصحت اشتراطات الرئيس عباس المتمثلة في اقالة فريق التفاوض الاميركي وتراجع ترامب عن سياساته الداعمة لإسرائيل، فان أبو مازن يكون قد رد على من يعتبرون الدعوة لتسهيل نزوله عن الشجرة، بتمسكه في مواقفه تجاه الإدارة الاميركية وان كانت هذه المطالب تعتبر غريبة على السياسة.
فهذه الاشتراطات تمثل تدخلا في السياسة الاميركية الداخلية خاصة فيما يتعلق بإقالة الفريق التفاوضي او سفير واشنطن في تل ابيب، واعتقد ان الرئيس عباس لديه من الحنكة ما يكفي كي لا يقع في ذلك.
وأيضا لا اعتقد ان الرئيس عباس ينتظر من ترامب ان يوافق على مطالبه بهذه السهولة، او انه وضع هذه الشروط لأنه لا يستطيع ان يرفض اللقاء بشكل مباشر، فالجميع يذكر بعد اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل كيف رفض أبو مازن استقبال نائب الرئيس الاميركي في رام الله، والجميع يذكر أيضا العديد من اللاءات التي قالها للإدارات الاميركية السابقة ونفذ ما كان يعتقد انه صواب ولصالح القضية الفلسطينية.
لذلك فالغالب ان حلم اللقاء لم يكن قائما والدعوة لم توجه كما يقول الاميركيون، ولا حتى شروط الرئيس عباس، فلا الأخير يمكن ان يتنازل عن موقفه بسهولة، ولا ترامب لديه ما يقدمه للفلسطينيين بعد ان ضرب ملفي القدس واللاجئين في مقتل.