الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللاعنون اوسلــــو والجاحدون.. مـــــاذا يريـــــدون...؟

نشر بتاريخ: 16/09/2018 ( آخر تحديث: 16/09/2018 الساعة: 13:23 )

الكاتب: اللواء عدنان الضميري

ان نسمع ممن شاركوا باندفاع وحرارة في اتفاق اوسلو وتوقيعه ومفاوضاته، او من قبلوا به مظلة لحكمهم وانتصاراتهم في الانتخابات التشريعية، فتسلموا رئاسة الحكومة العاشرة برئاسة اسماعيل هنية ووزير خارجيتها الزهار، او من ياسر عبد ربه او حسن عصفور او محمد دحلان ممن شاركوا في مفاوضات وكواليس سرية وعلنية ونظّروا بلغتهم وقدرتهم على التسويق والتبرير للاتفاق.... وتباهوا بقدراتهم الخارقة على التفاوض وتحقيق انجازات يلعنونها اليوم.
يلعنون اوسلو الذي جعل منهم وزراء في اول حكومة فلسطينية بعد اتفاق اوسلو، وزير اعلام ووزير امن داخلي، ووزير منظمات اهلية، يلعنون اوسلو اليوم بعد ان فقدوا مناصبهم ومواقعهم الرسمية ويركبون سرج الفضائيات للذم والقدح واللعن "والتحليل"... دون ان يقدموا اعتذاراً واعترافاً صريحا بانهم كانوا اغبياء او انهم اطفال سياسة غرر بهم. او مستأجرين لتمثيل دور كومبارسي.
ان هؤلاء الجاحدين نعمة اوسلو التي جعلت منهم شخصيات سياسية بارزة ذكرها الناس باسمها مدحاً او ذماً، لا يتورعون ان يمارسوا لعبة طفولية.... مع مجموعة من الذين لم يحالفهم الحظ ليكونوا رؤساء عندما قدموا انفسهم للترشح للرئاسة والمجلس التشريعي او لفوز بوزارة في حكومة من حكومات اوسلو.... فتحالفوا مع شياطين الانس المتربصة بالقيادة الفلسطينية، لعبة طفولية تقول "يالعيب يا خريب يا قاعد بنصها".
كنت ولازلت مع الواقعية السياسية الفلسطينية التي اعتبرت اتفاق اوسلو ممراً اجبارياً بعد الخروج الدامي من لبنان 1982 واخراج منظمة التحرير من اخر معقل في نقاط التماس مع العدو، لتسوح ومقاتليها في الصحارى العربية، وتستظل بظل تونس الظليل واهلها الكرام، واعترف انني فرحت باتفاق اوسلو 1993 كطفل، وكسياسي وجندي في حركة فتح ومنظة التحرير الفلسطينية اتحمل حصتي من مسؤولية الاخفاقات كما افخر بالانجازات في بناء اسس وقواعد الدولة الفلسطينية بكل مؤسساتها الصحية والتعليمة والاجتماعية والسياسية والامنية والاقتصادية وافخر برئيسها وقادتها الذين لم يترددوا في قلب كل حجر، والوصول الى اخر الدنيا للحصول على الدولة وترسيخ قواعدها واسسها.
ادافع عن الدولة الوليدة والعتيدة ما استطعت الى ذلك سبيلا، وانقد واشير لكل سلبية ووجع في اطرها ومنصاتها التي لم تغلق... وانتظر من منظري المصالح الشخصية وخطباء الشعبوية ومفتي المناسبات بليّ عنق الآيات والاحاديث بما يحقق مصالحهم الحزبية والفئوية الصنيعة الذين استفادوا من اوسلو ماديا واعتبارياً ان يقدموا لنا حلولاً عقلانية وواقعية تخرج من حيز الشعار والخطب الى البرنامج والخطة التي لا تتكىء على اتفاق اوسلو وتجتزء منه في خيالها وكأنه اتفاق فلسطيني فلسطيني وليس اتفاقاً مع عدو محتل مدجج بالقوة الغاشمة والشراكة الامريكية الظالمة.... والضعف العربي المزمن.... وخجل اوروبا والعالم من اغضاب العدو...
ان من تقلدوا اسماء اصحاب المعالي والسعادة او من فشلوا في الحصول عليها يفرغون غضبهم اليوم ونار غيظهم بعد ان غادروا مناصبهم او ممن فشلوا في الوصول اليها او ممن طردوا منها مذمومين على ما صنعوا من " رب " ودعوا يوماً الى عبادته، فهل لو عادوا الى مواقعهم الرسمية سنسمع منهم ما يقولون اليوم وهم خارج اطار الصورة...؟
لا يختلف المشهّد مع قادة حماس الذين استظلوا بأوسلو في حكومتهم العاشرة وتوظيف اكثر من خمسين الف موظف من انصارهم وكادرهم وقبلهم قادتهم من الوزير الى اللواء الى الوكيل الى المدير العام والمدير وحتى الغفير والى قبة برلمان لا زالوا يجتمعون ويلتقون تحتها وقد اشبعوا اوسلو ذماً وتخويناً وتكفيراً ..... بعد ان فازوا بامتيازاته المادية والمعنوية والاعتبارية...
ان ثقافتنا لا تعرف النقد ولا تميز بين النقد البناء والموضوعي وبين الانتقاء التدميري الذي لا يرى الا الاخطاء وصاحبه غارق بالخطايا...
ولا نسمع في ثقافتنا اعتذار او اعتراف بالاخطاء.