الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوسلو أرحم من ترامب

نشر بتاريخ: 16/09/2018 ( آخر تحديث: 16/09/2018 الساعة: 18:16 )

الكاتب: رامي مهداوي

بدون أدنى شك ما يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتجاه قضيتنا الفلسطينية هو تصفية القضية وتفكيك بنية السلطة الفلسطينية من خلال عدد من الضربات على عصب القضايا الوطنية متمثلة في القدس، اللاجئين، الحدود. وأيضاً على عصب استقرار السلطة بعد أن قام بتخفيض دعم الولايات المتحدة الأمريكية لموازنتها وللقطاعات الحيوية مثل المستشفيات المقدسية.
واضح جداً أين يريد أن يأخذنا السيد ترامب، لكن لم نسأل أنفسنا عن الخطط التي يجب أن نضعها على طاولتنا لدراستها لتنفيذ ما يمكن تنفيذه بأسرع وقت ضمن رؤية يجب أن تنقسم الى قسمين:
أولاً على الصعيد الدولي: البحث عن راعي جديد لعملية السلام فالولايات المتحدة الأمريكية أخرجت نفسها بنفسها من كونها راعي عملية السلام بأخذها زمام الأمور بأن تكون مطبقة لقرارات مخالفة لقرارات الأمم المتحدة الخاصة في القضية الفلسطينية، هذا التحرك يجب أن يتم من خلال قراءة ميزان القوى الدولي، مع ابلاغ العالم بذلك أثناء كلمة السيد الرئيس في الأمم المتحدة هذا الشهر وأن تتحمل الولايات المتحدة وإسرائيل نتائج أفعالهما ولما وصلنا له. ثم الإنتقال سريعاً بتشكيل جبهة دولية مساندة وداعمة لإستقرار السلطة الوطنية الفلسطينية وأن يتحمل الإتحاد الأوروبي إدارة هذا الملف واستقطاب عدد من الدول معه مثل الصين، روسيا، اليابان، تركيا. ومطالبة الدول العربية وقف التطبيع المجاني الذي يخدم إسرائيل أولاً وأخيراً.
ثانياً على الصعيد الداخلي: القضية ليست المصالحة بقدر ماذا تريد حركة "حماس" في هذا الوقت بالتحديد، إمارة مستقلة؟ دولة داخل دولة؟ وعليها تحديد علاقتها بالمشروع الوطني الفلسطيني. ومن زاوية أخرى على القيادة الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية وضع خطة عملية ببرنامج زمني ضمن المحاور التالية:
• انتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت.
• تشكيل حكومة صمود ومواجهة أمام الإدارة الأمريكية والإحتلال الكولونيالي.
• انقاذ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
• الإشتباك مع الإحتلال في ساحة الهيئات والمحافل الدولية.
• إعادة هيكلة جميع مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية على صعيد البنية الأفقية والعامودية، الرسالة والأهداف التي تخدم صمود المواطن على أرضة.
بعد 25 عام على اتفاق أوسلو ليس السؤال ان كان هذا الاتفاق جيد أم سيئ، بقدر ماذا عمل الإحتلال حتى يكون الإتفاق سيئ لنا جيد لهم؟ وماذا عملنا نحن حتى يكون الإتفاق جيد لنا سيئ لهم؟ تم الإعلان عن وفاة أوسلو رسمياً بعد تولي ترامب الرئاسة الأمريكية؛ بالتالي ما تقوم به الإدارة الأمريكية الحالية هو دفن اتفاقية أوسلو دون الصلاة عليها بخلقها وقائع جديدة مؤلمة لنا، أما نحن نتقن فقط الرد عليها بالإدانة دون أن يكون هناك فعل من طرفنا ونكتفي بالإدانة والشجب والمشاهدة.