نشر بتاريخ: 19/09/2018 ( آخر تحديث: 19/09/2018 الساعة: 12:19 )
الكاتب: ماهر حسين
كنت قد قلت مرارا بأننا لسنا على عداء أبدا مع الشعب الأمريكي، وكنت قد أشرت عدة مرات بأن علاقتنا السياسية مع الولايات المتحدة الامريكية هي علاقة حساسة جدا بإعتبار الولايات المتحدة الامريكية داعم أساس لإسرائيل وحليف إستراتيجي أول لهـــا، وبنفس الوقت تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات مميزة مع دول عربية هامة ومؤثره في الشرق الأوسط وكذلك تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية حتى الأن الوسيط الأول في عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية.
بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى ولاعب رئيس بل وأول على صعيد العالم وبالطبع الولايات المتحدة عنصر فاعل ومؤثر في الشرق الأوسط ككل ودورها يتصاعد ويزداد أهمية في المنطقة بظل محاولات إيران لفرض سيطرتها على الشرق الأوسط والعالم العربي حيث أن سياسة إيران العدوانية وسعيها للسيطرة وأطماعها جعل الولايات المتحدة أكثر أهمية لكل دول المنطقة حيث الوقوف ضد أطماع إيران يتطلب تحالف قوي مع الولايات المتحدة الامريكية.
طبعا مع علم القيادة الفلسطينية بعمق العلاقات الامريكية - الإسرائيلية ومع وعي القيادة الفلسطينية لحقيقة دور الولايات المتحدة الامريكية ورغم الصعوبات سعت القيادة الفلسطينية ومنذ الحوار العلني الأول مع الولايات المتحدة الامريكية لأن تجعل الولايات المتحدة وسيطا عادل نسبيا في الصراع، نجحت القيادة الفلسطينية في أن تجعل العلاقات مستقرة نسبيا مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتحققت بعض الإختراقات في العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية وبات هناك تقليد بأن يكون هناك لقاء للرئيس الفلسطيني مع القادم للبيت الأبيض.
وقد واكب التقدم في العلاقات الفلسطينية الامريكية تشكيك دائم من قوى المعارضة الفلسطينية التي استخدمت هذا التقدم في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية للهجوم على القيادة الفلسطينية بإعتبارهـــا قيادة تنازلت عن الحق الفلسطيني وأصبحت مرتهنه للولايات المتحدة طبعا حماس هاجمت القيادة واليسار غير المؤثر هاجم القيادة بسبب العلاقات مع الولايات المتحدة ومع اليسار وحماس احتشد بعض القوميين وأصحاب البطولات الفيسبوكية ليقوموا يوميا بجلد القيادة.
تحملت القيادة وتحملت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كل التهجمات والمزاودات وتبين لاحقا بأن حماس وقيادتها في قطر خصوصا تسعى بكل الطرق لإدارة علاقة مباشرة وحوار مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أقتضى هذا الأمر من حماس بأن تغير دستورها لإرضاء الولايات المتحدة الامريكية التي ناشدها خالد مشعل من الدوحة لفتح حوار مع حماس.
أخيرا تعرضت العلاقات الفلسطينية - الأمريكية الضعيفة أصلا الى ضربة قوية أضرت بالعلاقات المتوتره أصلا بفعل الإنحياز الأمريكي لإسرائيل.
فقد بلغ الإنحياز الأمريكي حده الأعلى بإعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل في إنحياز غير مسبوق وفي تجاوز غير مسبوق لكل الأعراف الدبلوماسية والقانونية.
(ترامب) قرر أن القدس عاصمة دولة إسرائيل !!!!!!!!! طبعا ترامب كرئيس يحق له ان يقرر ما يريد بأمريكا وبموجب الدستور أما في فلسطين وفيما يخص القدس فقرار ترامب بلا أي قوة قانون أو أخلاق وقد أدى الموقف الامريكي الجديد الى مقاطعة القيادة الفلسطينية للحوار مع امريكا.
طبعا مع ترامب وقرارته العجيبة والغريبة ظهر علينا (كوشينر ) بإعتباره أحد المقربين من ترامب ومسؤول عن ملف السلام، وكوشينر هذا عبقري وتجلت عبقريته بتصريح عجيب قال فيه (أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة (العقوبات) ضد الفلسطينيين لن تضر باحتمالات السلام، بل ستزيد من فرص تحقيقه) فعلا عبقري وفعلا عبقريته يجب أن تُدرس في مدارس رياض الأطفال بحد أعلى.
حتما.. لا يفهم كوشينر كما هو ترامب طبيعة الفلسطينيين وحتما لا يفهم كوشينر طبيعة الصراع فالضغط على الفلسطيني سيزيده تشددا لا أكثر.
ولا يفهم كوشينر رغم عبقريته بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بحاجة الى تفاهمات وليس ضغوطات.
المطلوب من كوشينر وصحبه بأن يتعاملوا مع القيادة الفلسطينية بمنطق التعاون لحل الصراع أما منطق الضغط والعقوبات والإجراءات فلن يزيد شعبنا وقيادتنا سوى إصرارا على التمسك بالحق وقد تؤدي هذه الضغوطات الى تصاعد المطالب الفلسطينية وعودتها للمربع الأول حيث الحديث عن الحقوق التاريخية.
قلت وأكرر نحن كشعب فلسطيني أصحاب حق ولدينا إيمان مطلق بحقنا في الحياة بكرامة على أرضنا عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وقلت وأكرر بان لدينا قيادة ذات قدرة على التعامل مع كل الضغوطات والإجراءات والعقوبات.
قلت وأكرر بأن السلام حل وبل هو حل الشجعان وهذا الحل يتطلب تفاهمات وليس تنازلات.
(عبقرية ) كوشينر وإعتقادة بالتفوق بالقوة والمال لا تٌفيد في قضايا الحق والحرية وقد تفيد في الصفقات، وحتما (عبقرية) كوشينر التجارية لا تٌفيد مع الشعب الفلسطيني الذي لا يضره من خذله فنحن أصحاب حق ولا نتحدث عن مميزات وتسهيلات وصفقات وإن كنا نريد الحياة فنحن نريدها بكرامة وسلام وحرية.