السبت: 08/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

لنزرع الأمل...

نشر بتاريخ: 07/10/2018 ( آخر تحديث: 07/10/2018 الساعة: 15:29 )

الكاتب: رامي مهداوي

السلبية في جميع نواحي الحياة تزداد بشكل سريع، لدرجة أصبح البعض وبالأخص شريحتي "أشباه المثقفين" و"قيادات الماضي" يُشككون في أي فعل كان، لدرجة بدأت أشعر بأن هناك من هم أموات بيننا ويريدون كل من حولهم مثلهم!! أو لربما تحميل ما وصلنا له من انهيارات مختلفة لمن يحاول أن يكشف عوراتهم!!
وللأسف القصص الإيجابية في مجتمعنا الفلسطيني لا أحد يتحدث عنها، للأسف هناك بعض من وسائل الإعلام المحلية لا أذكر بأنها تناولت قصص ايجابية لأي فعل كان؛ بل هي تبحث عن أي خلل في الفعل وتقوم بإبرازه كأنها نهاية العالم ضمن قاعدة "رجل عض كلب أهم من كلب عض رجل"!!
اذا ما تمت المقارنة بين ماضي الفضاء الفلسطيني بكل مكنوناته والحاضر، سأنحاز للماضي بكل ما فيه، لكن هل يعني ذلك بأن أطلق النار على ذاتي وعلى كل من هم حولي؟! نعم هناك انحدار وصل لمرحلة التزحلق الفكري في جميع مكونات الفسيفساء الفلسطينية، فأين مثلاً ماجد أبو شرار وغسان كنفاني وحالنا الآن!! أين وديع حداد و الأمير الأحمر والرنتيسي وأتباعهم؟! أين فرقة العاشقين وأغاني الثورة؟ أين نحن الماضي من نحن الحاضر؟؟
السلبية المتزايدة هي مقتلنا في جميع جوانب الحياة، بالتأكيد نحن نطمح للأفضل، لكن الوصول للأفضل ضمن هذا التهافت التاريخي لما وصلنا له لا نستطيع تغييره في ليلة وضحاها أو كبسة زر على طاولة شخص ما هو بالأساس محبط وكافر بأي فعل مهما كان. وهنا علينا أن نُميز بوضوح بين السلبية وبين النقد البنّاء، بين الهدم والإصلاح وبين أن تُشمر عن ذراعك وتعمل وبين أن تُكتف يديك وتطالب من حولك بعدم فعل شيئ!
هل علينا رفع الراية البيضاء للعدو؟ هل رحم القضية لم يعد خصب؟ بالتأكيد لا وألف ألف لا؛ لهذا عدم تقدمنا ولو بالشكل الذي نطمح له لا يعني تراجعنا، التراجع هو أن تقف أين أنت.. التراجع هو أن تعود للخلف... التراجع هو أن تلعن الظلام وتطفئ نور الآخرين.
المتابع لوسائل التواصل الإجتماعي الإلكتروني يدرك حجم المأساة التي وصلنا لها، حرب طاحنة فيما بيننا، لا أحد يعجبه أحد، ولا نتفق إلاّ على تدمير بعضنا البعض، وبالمقابل يستخدم "الآخر" ذات الوسائل للوصول لنا كل حسب ما يحتاجه، ووصل الى أبعد من ذلك ليتواصل مع الشعوب العربية بالتحديد ليقوم بضرب جوهر كل ما هو مُسلمات وعقائد وطنية قومية عروبية لينساق مع هذه الرواية كل من كفر بالذات العربية والهوية الوطنية.
لكل من هو سلبي في التفكير والفعل، ابتعد ولو قليلاً عن من يريد أن يزرع في حقله سنبلة قمح، ابتعد عن من يحاول الصمود في الخان الأحمر بكلماتك المحبطة لهم؛ بدل أن تشد أزرهم وتضع يدك بيدهم. ابتعد عن ذلك الموظف الحكومي الذي يطعم أبناؤه الخبز الحافي ومازال يرسم طريق بناء المؤسسة وأنت تدخن "الغليون" على حساب راتبك التقاعدي الذي يتجاوز أربعة أضعاف راتبه كونك مسؤول سابق... ليس لنا سوى زراعة الأمل كلٌ حسب امكانياته ومكانه.... لنزرع الأمل.