السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب الرئيس - غضب أشد وقلق أكبر وخطر أوسع

نشر بتاريخ: 28/10/2018 ( آخر تحديث: 28/10/2018 الساعة: 21:46 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ليس من عادة منظمة التحرير اتخاذ قرارات راديكالية ، وان كانت بتعريفها الرسمي انها منظمة شبه عسكرية الا أنها منظمة ليبرالية وسطية وفي كثير من الأحيان هي الاكثر براغماتية من بين جميع حركات التحرر في العالم ، وهو ما جعلها تصمد طوال هذه السنوات والعقود . وانا أستبعد أن يتخذ المجلس المركزي أية قرارات حادة أو متشددة وانما تعمل المنظمة دوما على الطريقة العرفاتية ( نعم . ولكن ) . وخصوصا أمام اسرائيل وأمريكا والدول التي حاولت اقتلاع المنظمة  .
خطاب الرئيس الأخير ، لم يحمل عناوين جديدة ، وإنما حمل كثافة غضب غير مسبوقة . ولم نشاهد الرئيس بهذا الغضب منذ تولى الحكم . فقد حمل خطابه الذي تم بثّه ( هناك كلمة لم يجر بثها على الناس ) , ما لم يحمله من حزن وقلق وعتاب .

وبعيدا عن تقرير أمنستي الاخير الذي وبّخ حماس والسلطة واسرائيل فيما يتعلق بحقوق الانسان .. حاول الرئيس رفع معنوياتنا حين قال ( إن في فلسطين حرية غير موجودة في أي دولة في العالم ) . و الأمر يندرج مقبولا في إطار الفخر وأن نمتدح أنفسنا ونرفع معنوياتنا طالما ان لا أحد يرغب في مديحنا هذه الفترة ... فطريق الحرية لا يزال طويل علينا ونحتاج الى سنوات عمل شاق للحصول عليه.

في خطاب الرئيس غضب أشد ، قلق أكبر ، خطر أوسع ، أعداء أكثر وأصدقاء أقل .
واذا إعتمدنا الخطاب كمقياس لقرارت المجلس القادمة فاننا سنكون أمام أزمة مالية متواصلة , وأن أزمة غزة ستتفاقم بشكل خطير . والصراع مع الاحتلال سيكون مباشرا على كل متر وكل سنتم .
ولو تركنا الإنطباعات تتحدث عن نفسها أكثر، سنقول أنه لا يوجد أي افق مع صفقة العصر والرئيس ترامب لا يوجد أي افق مع الاحتلال والمفاوضات لا يوجد أي افق في نجاح الحوار مع حماس كما أن الأزمة تتعمق مع اليسار والجبهتين الشعبية والديموقراطية ولا يوجد اي اتفاق مع دول الاقليم .

أغرب ما قرأته اليوم ما كتبته المواقع العبرية .. وكيف فهموا هم خطاب الرئيس الفلسطيني . فقد إختاروا العنوان التالي :
أبو مازن ذاهب باتجاه العودة للمفاوضات مع إسرائيل وقطع الطريق على حماس !!!