نشر بتاريخ: 30/10/2018 ( آخر تحديث: 30/10/2018 الساعة: 10:56 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
البرلمانات لا تصدر بيانا ختاميا وانما تصدر قرارات نهائية ، وبناء على ذلك فان القرارات التي صدرت عن المجلس المركزي ستكون مرجعا أساسيا للحكومات الفلسطينية القادمة في التعامل مع المشهد السياسي .
الجمهور يشكّك في قدرة هذه الحكومة على التنفيذ الفوري لهذه القرارات وبطريقة واضحة ، ومعهم حق في ذلك فالقيادة الراهنة لن تجرؤ على التنفيذ الفوري لهذه القرارات . الا أنه وفي يوم من الأيام ستخرج من بين ظهرانينا حكومة وتنّفذ هذه القرارات .
وكرد فعل مباشر على قرارات الكنيست الصهيوني العنصرية ضد العرب والفلسطينيين ، جاءت قرارات منظمة التحرير في كفة ثانية لتعيد الأمور الى قبل 30 عاما حين إتخذ المجلس الوطني للمنظمة قراراته في الجزائر وفتح باب المفاوضات على أرضية ( الارض مقابل السلام ) . ولكن اسرائيل نكثت بهذا الوعد وجعلت من اوسلو " مسخرة " لكل اتفاقية السلام بين الشعوب .
ومهما كان دهاء القادة في السلطة ، ومرونتهم في تاخير تنفيذها . الا أن هذه القرارات صدرت في بيان رسمي للمنظمة وصدحت في كل العالم ( تعليق الاعتراف باسرائيل ووقف التنسيق الامني والغاء إتفاقية باريس ) .
ولا يخطئن من يقول ان هذا الكلام مكرر وشعار نظري بحت ، وان هذه القيادة لن تنفذه الاّن بل ستفرغه من مضامينه وتضعه على طاولة المساومة ، وان الحكومة لن تجرؤ على تنفيذ هذه القرارات . لا يلام أبدا من يقول ذلك لكنها قرارات صدرت وفي يوم من الايام سيأتي من يجرؤ على تنفيذها .
والأهم من ذلك انها ستتحول الى مرجعية سياسية ملزمة لكل من يريد ان يرشح نفسه للرئاسة مستقبلا ، ولكل حكومة تضع يدها على الكتاب المقدس وتقسم بالاخلاص لحرية الشعب الفلسطيني . ولكل مفاوض يريد أن يجلس قبالة أي اسرائيلي ليتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني .
قد يتصل ضابط اسرائيلي صباح اليوم بضابط ارتباط فلسطيني ، وقد يستجيب الضابط الفلسطيني لهذا الاتصال بكل ارتباك لكنها قصة لن تدوم . وهي مسألة وقت حتى تنقلب الامور وينقطع التنسيق الامني مرة وإلى الأبد .
قالت تل أبيب ان الفلسطينيين لا يجرؤون على قطع العلاقة بأمريكا ، وقد قطعت العلاقة مع امريكا.
وقالت تل ابيب ان الفلسطينيين لا يمكن ان يقفوا في وجه الرئيس ترامب , ووقفوا في وجهه .
قالت تل ابيب ان الفلسطينيين لا يمكن أن يقولوا لا لبعض العواصم العربية . وقالوا مليون لا .
وقالت تل ابيب ان رام الله تخضع لأوامر السفير الامريكي . فجرى طرده وشتمه بكلمة ( ابن الكلب ) .
اليوم تمتلئ التحليلات الاسرائيلية بالسخرية من قرارات المنظمة بوقف التنسيق الامني .. وهذا متوقع لكنها مسالة وقت ويأتي مفاوض فلسطيني غاضب ولا يتحمل ما تحمّله الدكتور صائب عريقات ويقول لنظيره الاسرائيلي : لا يرتفعن العلم الاسرائيلي في غرفة المفاوضات ولا نعترف بكيانكم ولا نصافحكم ولا نحترم سيطرتكم ولا قوانينكم ولا قراراتكم .. ونبدأ من جديد التفاوض على كل شئ بما في ذلك مكتب نتانياهو في تل ابيب .
القرارات صدرت فعلا .. وفي أية إنتخابات قادمة ستكون ملزمة لكل من يرشح نفسه .
كما أن هذه القرارات ستكون قوة دفع هائلة لحركة مقاطعة اسرائيل بي دي أس في كل العالم .
يجلس وزراء اسرائيل ويبتسمون في الاستوديوهات ويسخرون من هذه القرارات .. وهم لا يعرفون أنها المستقبل القريب .