السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ والكورنيت ونتانياهو والكابينيت

نشر بتاريخ: 13/11/2018 ( آخر تحديث: 13/11/2018 الساعة: 17:52 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

طال عمر الصراع القائم بين المقاومة والاحتلال، ما يفقد أي طرف القدرة على مباغتة الطرف الآخر. ولكن "حماقة" الاحتلال لا يمكن وصفها. فقد تحوّلت اسرائيل الى عصابة اغتيالات وتجارة سلاح وشركة تجسس. وان كان يسرّها ذلك فانها تفقد صفة الوجود ككيان سياسي وخصوصا في موضوع الحدود.
وفي الوقت الذي أرسل ليبرمان جواسيس الفرقة 405 الى خانيونس كان عليه أن يعرف ان عدة تنظيمات فلسطينية تفكر الان في كيفية الوصول الى بيته. فقد سقطت الحدود واسرائيل هي التي أرادت ذلك. وتبخّرت الحدود التي رسمها رابين مع عرفات بأن هذه مناطق ألف وهذه للخط الأخضر، وستثبت السنوات القادمة أن هذه الرسومات الهزلية للحدود سقطت من تفكير كل مواطن وأصبح الصراع على كل متر في كل منطفة.
نتانياهو جبان مثل أي رعديد من قادة الأحزاب اليمينية، ومثل ترامب ايضا ( ينبحون ويهددون ويتوعدون ولكن حين يجدون من يحرق السفن ويدعوهم لمبارزة الموت ينكفئون ويبحثون عن صيغة توازن).
نتانياهو لا يريد ولا يستطيع ان يعيد احتلال قطاع غزة.
نتانياهو لا يريد ولا يستطيع حربا تعيد تل ابيب تحت القصف وتجعله ينبطح على الارض مع كل صافرة انذار.
جيش الاحتلال انتهى عصره الذهبي وتحوّل الى شركة حراسة واغتيال مثل بلاك ووتر. ولا يجرؤ الان على احتلال أي جزء من أرض عربية.
ومع امتلاك الكتائب في غزة لصواريخ الكورنيت انخرست ألسنة ميري ريجيف ونفتالي بينيت وأوري ارئيل واسرائيل كاتس.. وبالمناسبة أين وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان لا نسمع له صوتا.. هيا ولتتقدم دباباتك اذا كنت تقدر !!!
جنرالات جيش الاحتلال صاروا مثل ضباط الفرقة الموسيقية يطربون للمديح ويهمهم نتائج استطلاعات الرأي.
رجال المقاومة وصلوا لمرحلة الفدائية السامية، والموت في سبيل فلسطين يزيدهم بطشا وعنفوانا.
اسرائيل لا تتحمل ولن تتحمل مقتل 3000 جنديا، وبالتأكيد لن تتحمل عودة انفجار الحافلات ولا عمليات الفدائيين.
قال الاديب الراحل الشهيد غسان كنفاني الذي إغتالته كتيبة 405 في بيروت: كل دموع العالم لن تستطيع أن تحمل زورقا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.
وأنا أقول أن كل أموال وسلاح الأرض لن تمنح الصهاينة الأمن أو الأمان في هذه البلاد الا اذا وافق شعب فلسطين أن يسامحهم.
لا الأنظمة العربية ولا أموال النفط ولا سلاطين الفولوكلور ولا عواصم الخوف والظلام.
وكما قال عرفات (نحن الذين نمنح ونحن الذين نحرم).
ونحن لم نمنحهم الأمان، حتى الآن.