الأربعاء: 03/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى اخوتنا في فتح… نحن لسنا اعداء

نشر بتاريخ: 22/11/2018 ( آخر تحديث: 22/11/2018 الساعة: 12:28 )

الكاتب: د.سفيان ابو زايدة

تصدر الخلاف الداخلي لحركة فتح العناوين خلال الايام الماضية بعد تنظيم مهرجان احياء ذكرى رحيل القائد الخالد فينا جميعا الشهيد ياسر عرفات من قبل تيار الاصلاح الديمقراطي لحركة فتح في غزة.
لا اعيش في وهم ان نجاح المهرجان من حيث الترتيب والحشد سيغير وجه التاريخ او مسار القضية الفلسطينية لكنه بلا يشك يشكل علامة فارقة في كل ما سيجري من تطورات على الصعيدين الوطني والتنظيمي.
كذلك لن ادخل في جدال مع اي احد من اولئك الذين اوكلت لهم مهمة التسخيف والتجريح والتهجم على كل من دعا ونظم وشارك في احياء هذه الذكرى ولا انصح احد من اخوتنا بالرد على هذا التجريح والاساءة بالمثل لان في النهاية ومهما كانت الظروف فإن الجرح في الكف ومن يشعر بالضعف في حجته وفي موقفه هو فقط من يلجأ الى لهذا الاسلوب.
مع ذلك، من غير الممكن عدم التوقف عند بعض المحطات التي تتعلق بهذا المهرجان، سيما ردود الافعال التي صدرت من بعض القيادات والناطقين الذين اوكلت لهم مهمة التسخيف والتجريح في محاولة للتقليل من شأن هذا التيار وحجمه وتأثيره.
ومن منطلق المحاججة بعيدا عن التهجم والاساءة والتجريح وتعزيزا لثقافة الحوار الاخوي وحرصا على وحدة فتح وتماسكها عاجلا ام آجلا اود ان اتوقف عند بعض المحطات:

اولا: لا يفيد محاولات الترويج على ان عدد المشاركين في المهرجان كان قليلا، ولا يفيد نشر صورة للحشد قبل بدء المهرجان والقول ان هذا هو عدد المشاركين، لا يفيد لان غزة بشكل خاص والفلسطينيون بشكل عام ووسائل الاعلام والمراقبون كانوا شهودا على هذا الزخم.
صحيح سيكون الحشد اكبر وافضل لو كل فتح كلها شاركت ولم يكن هناك خلافات في داخل فتح لان الشهيد ياسر عرفات يستحق هذه الوحده ويستحق ان تحيي كل فتح هذه الذكرى وفي كل المناطق بما يليق بتاريخ هذا القائد المؤسس وبما يليق بتاريخ حركة فتح.

ثانيا: لا يفيد اي جهد للتسخيف من رموز وكوادر واعضاء هذا التيار الفتحاوي، لانهم ليسوا نكرات. يعرفهم الشعب الفلسطيني جيدا وتعرفهم فتح منذ عقود. تعرفهم السجون وتعرفهم الانتفاضة الاولى والثانية وتعرفهم مؤسسات السلطة. لهم حضور في كل تفاصيل الحياة الفلسطينية والفتحاوية.
ومع كل الاحترام لكل من يحاول ان يخفي هذه الحقيقة ويسعى لتشويهها، اقول لكم وفروا جهدكم وسخروا هذا الجهد للعمل على استعادة وحدة هذه الحركة اكرم لنا جميعا.

ثالثا: لا احد في هذا التيار يتعامل مع ابناء وقيادات وكوادر حركة فتح على انهم اعداء او حتى خصوم. لذلك ومنذ بدء الخلاف وايدينا ممدودة وستبقى ممدودة الى ان تستعيد حركة فتح وحدتها وتستعيد دورها الريادي والقيادي المعهود والذي ينتظره منها ابناء شعبنا.
من هذا المنطلق كانت كلمة الاخ محمد دحلان التي القاها في هذا المهرجان كلمة فتحاوية وطنية جامعة بشهادة الجميع، باستثناء من اوكلت له مهمة التهجم والتهكم والتسخيف.

رابعا: هناك من يعيب على منظمي هذا المهرجان بانه جاء بموافقة حماس المعنية بتعزيز الخلاف الداخلي والفتحاوي، وهي سمحت للتيار بتنظيم المهرجان في حين منعت (فتح الشرعية) من احياء هذه الذكرى.
فقط للتذكير، حماس هي التي تحكم قطاع غزة الان واي نشاط لا يتم الا بموافقتها. هكذا كان وهكذا سيكون الى ان يتغير هذا الوضع واتمنى ان يتغير قريبا من خلال اتمام المصالحة وانهاء الانقسام.
لكن اود التذكير للاخوة الذين يعيبون على التيار احياء الذكرى بعد موافقة حماس بأن مهرجان العام الماضي الذي تم احياؤه من قبل التنظيم كان ايضا بموافقة حماس وانهم لم يحيوا هذه الذكرى هذا العام لان حماس لم تسمح لهم.
لكنها هي حماس التي سمحت لاعضاء المؤتمر السابع بغادرة غزة والمشاركة في المؤتمر بعد ضغط قطري حيث شارك في هذا المؤتمر قيادات حماس في الضفة والقى خالد مشعل كلمة في هذا المؤتمر. اما لماذا سمحت قطر واستجابت حماس للضغط القطري في حينه فالاجابة معروفه.

خامسا: يعيبون على منظمي المهرجان بانه تم تغطيته بالمال السياسي وانهم مجموعة من الارزقية والمنتفعين.
للتذكير فقط، المؤتمر السادس لحركة فتح الذي عقد في بيت لحم تم تغطية كل تكاليفة من قبل دولة الامارات العربية الشقيقة قبل ان يحولوها الى عدو. اما المؤتمر السابع لحركة فتح فقد تم تغطية كل تكاليفة من قبل دولة قطر الشقيقة.
وللتذكير فقط ان كل السلطة واجهزتها الامنية ومؤسساتها تعتمد بالدرجة الاساسية في استمرار قيامها على الدعم المالي الخارجي.

سادسا واخيرا، هل هناك خلاف على اننا على وشك الانتهاء من مرحلة والدخول في مرحلة جديدة على الصعيدين الوطني والداخلي؟.
دعونا من المناكفات ودعونا من الاحقاد، لان الاشخاص مهما كانت مكانتهم ومهما كانت قوتهم وتأثيرهم سيذهبون ويبقى الوطن وقضيته العادلة، ويجب ان تبقى فتح وتتعالى على جراحها لكي تستطيع الاستمرار في قيادة المشروع الوطني حيث الطريق ما زالت طويلة وشاقه.