الإثنين: 01/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

من هو للقدس اليوم؟

نشر بتاريخ: 23/11/2018 ( آخر تحديث: 23/11/2018 الساعة: 15:36 )

الكاتب: ماجد سعيد

منذ ان اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل والأخيرة تسعى بكل السبل لترجمة هذا الاعتراف على ارض الواقع.
الاف الوحدات الاستيطانية اقرتها للبناء في مستوطنات القدس وعمليات هدم المباني وما تعتزم القيام به من هدم الخان الأحمر والتجمعات البدوية الواقعة في طريق القدس الكبرى التي تريدها سريعا، لا يكفيها لتغليب اليهود فيها على الفلسطينيين فالطابع العربي الذي يتحدث عن اصل المدينة هو الهدف اليوم.
بلدة سلوان وحي الشيخ جراح وغيرها من المواقع التي يقطنها الفلسطينيون تشن إسرائيل عليها اليوم حملة لنزع العباءة العربية عنها من خلال خنجر الاستيطان الذي يغرزه الاحتلال في الخاصرة الفلسطينية.
وكما قال خبير الاستيطان خليل التفكجي فان فكرة تغيير الواقع تقوم على ثلاثة عناصر تعمل إسرائيل من خلالها على صبغ المنطقة العربية باللون اليهودي، وهي التطويق والاختراق والتفتيت.
التطويق وقد كان لها منذ زمن من خلال بناء بؤر استيطانية تحيط بالتجمعات العربية ثم العمل على ربطها ببعضها من خلال اختراق الاحياء الفلسطينية بالبناء الاستيطاني ثم التفتيت عبر شق الطرق الواسعة لفصل هذه الاحياء والمنازل عن بعضها البعض.
بلدة سلوان الواقعة الى الجنوب من المسجد الأقصى تحاصر اليوم وتصدر إسرائيل قرارا بتشريد مئات الفلسطينيين منها وهدم منازلهم، بزعم ملكية هذه المنازل لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.
المحكمة العليا الإسرائيلية مهّدت لإجلاء هؤلاء الفلسطينيين عن بيوتهم على الرغم من أنها اعتبرت الإجلاء "يعاني من عيب" دون ان تذكر هذا العيب ولا ادري ان كان العيب في الاجراءات القانونية ام فينا نحن الفلسطينيين والعرب.
المخطط الإسرائيلي فيما يتعلق بما تسميه تل ابيب الحوض المقدس يمتد من منطقة القصور الاموية التي لا تبعد سوى 10 امتار عن المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية وصولا الى سفح جبل المكبر بما يصل الى ما يقرب من الف وخمسمائة متر هوائيا.
إسرائيل تشغل العالم والفلسطينيين بجبهات مواجهة عديدة تفتحها في الضفة وغزة، فيما هي فتعمل بشكل سريع وهادئ في القدس بغية الوصول الى المخطط الأكبر وهو تهويد المدينة والوصول الى اقلية فلسطينية لا تزيد عن 20٪ من سكانها.
صحيح ان إسرائيل ضمت القدس الشرقية عام ثمانين من القرن الماضي واخذت تتسلل اليها منذ احتلالها عام 1967 لتغيير طابعها شيئا فشيئا، لكنها لم تكن قادرة على العمل فيها بشكل علني وجلي مثلما تعمل اليوم.
لكن بالمقابل ماذا فعلنا نحن للقدس؟ مليارات الدولارات يرصدها اليهود من اجل التهام المدينة المقدسة، مقابل ملايين فلسطينية وعربية تذهب في معظمها كمساعدات اغاثية، ومواقف عربية وإسلامية خجولة لا تتعدى عبارات الشجب والاستنكار، فهل هذا ما تحتاجه القدس منا؟ وهل هناك من هو للقدس اليوم؟