نشر بتاريخ: 04/12/2018 ( آخر تحديث: 04/12/2018 الساعة: 11:33 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ما هي المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها مخابرات إسرائيل مؤخرا، وجعلت الدماء تغلي في رأس نتانياهو ليهدد بحرب ضروس على لبنان ويطلب لقاء عاجلا مع وزير خارجية امريكا بومبيو ويطير على عجل للقائه في بروكسل!!
من ناحية سياسية نتانياهو يرغب في تضخيم الخطر الايراني وتسليح حزب الله لانه يريد ان يعيش على ترهيب الجمهور الاسرائيلي عدة سنوات أخرى. وهذا ما فعله منذ العام 2012 وحتى الان. ولكن إنجرار الجيش وهيئة الاركان بجنازيرهم ومجنزراتهم وآلياتهم نحو حدود لبنان للبحث عن أنفاق قد أثار سخرية المحاربين القدامى في جيش الاحتلال. حتى أن المقابلات التي بثتها قنوات التلفزة الاسرائيلية اشتملت سخرية كبيرة من هذه "العملية" وقال أحد ضباط الاحتياط (قبل أشهر أعلن الجيش ان منطقة المطلة ومناطق الحدود مع لبنان هي أرض صخرية لا يمكن ان يكون بها انفاق. والان نفس الناطق يقول ان هناك عملية كبيرة لكشف الأنفاق !!! متى يكذب الجيش؟ الاّن أم قبل عدة أشهر؟).
الحقيقة أبعد من ذلك. فقد حصلت مخابرات اسرائيل على معلومات تؤكد أن المقاومة اللبنانية امتلكت صواريخ كاسرة للتوازن (صواريخ كورنيت بسيطة قياسا مع ما يمتلكه حزب الله الان)، وان خط الامداد الايراني لم يعد يمر من دمشق الى بيروت، وانما صار خطا مباشرا وبقوة من طهران الى بيروت. كما اشتكى نتانياهو وتوسل لوزير خارجية أمريكا أن حزب الله صار قادر على تصنيع ذاتي للصواريخ من خلال نقل المعرفة، وان هذه المعرفة قد انتقلت الى حماس والجهاد الاسلامي في غزة.
ان تجربة المعركة الاخيرة مع غزة قد تسببت في استقالة وزير الجيش افيغدور ليبرمان، ولكن أية مغامرة مع حزب الله ستجعل تل أبيب وحيفا وغيرها لوحة رماية لصواريخ حزب الله، ولم تمتلك اسرائيل القدرة على اعتراض هذه الصواريخ. ولاحظنا فشل القبة الحديدية وفشل معطف الريح وفشل بطاريات الباتريوت في حماية المستوطنات.
وسوف تتعرض اسرائيل لضربات تهزّ ثقتها بنفسها وتشل الحياة فيها، وبحسب مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، في تقرير بعنوان (لماذا تخشى إسرائيل من الوجود الإيراني في سوريا): "إن إسرائيل ورغم الدعم الأمريكي والقوة العسكرية، فهي دولة صغيرة ذات بنية تحتية محدودة، ولديها مطار دولي وحيد، وبضعة محطات كبرى لتوليد الطاقة، وشبكة كهربائية، حذر خبراء إسرائيليون من خطر تعرضها لهجمات".
نحن الان في حقبة جديدة. لا تنتصر فيها اسرائيل ولا تستطيع أن تحمي ظهرها. ولن تتحمل سقوط عشرات الاف القتلى في أية مواجهة شاملة قادمة.
اسرائيل يمكن لها ان تبدأ الحرب ولكنها لن تقرر متى تنتهى، واليوم سمعت مسؤولين اسرائيليين يهددون بقصف مطار لبنان واهداف مدنية ومحطات كهرباء، وهو ما فعلته وتفعله اسرائيل كل مرة.
هذه المرة لا أريد أن أرفع سقف التوقعات وأقول أن الاسرائيليين سيهربون الى السفن ويعودون الى اوروبا. ولكني لن اتردد في القول: ان اسرائيل لن تعود كما كانت في أي حرب قادمة.