السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العرب وتحديات المواجهة مع اسرائيل

نشر بتاريخ: 07/12/2018 ( آخر تحديث: 07/12/2018 الساعة: 10:36 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك ان اسرائيل لن تهدأ يوما في ظل وجود قوى عسكرية في محيطها العربي او الاقليمي وخاصة من القوى التي لن تقبل باسرائيل بأي وجه كان في منطقتنا العربية، وهي اي اسرائيل ومهما بنت من تحالفات سياسية او ثقافية او دبلوماسية، ستبقى انظارها منشغلة في تصعيد المواقف الى مواجهة عسكرية لن تكون الا بكسر الارادة، اليوم اسرائيل منشغلة على جبهتي الجنوب مع غزة والشمال مع حزب الله وهي قوتان اقليميتان ضد اسرائيل لم يعد الاستهانة بها امر طبيعي بالنسبة الى اسرائيل وهي رصيد كبير فيها في توجهات الاسرائيليين، وخاصة ان اسرائيل في السنوات الاخيرة قد بنت توجهات مجتمعها على تقوية اليمين الاسرائيلي والذي يمتاز بتوجهات عدائية مطلقة وقد ضعف الحلف الاخر وخاصة اليساري الذي كان يقود مبادىء السلام ولو كانت وهمية.
في نظر العرب وخاصة النظرة الشعبية ستبقى دولة عدوة ولن تنال يوما اي تودد من قبل العرب وسيكون مصيرها كما مصير الاقوام الاخرى التي جاءت الى فلسطين وذهبت، لان طبيعة اسرائيل شعبيا ومؤسساتيا لن يكون مقبول يوما لدى الشعوب العربية وثقافتها ونظامها الموحد وحتى المتفرق، ولذا ستكون المواجهة حتمية وان تم تاجيلها في السنوات الاخرى، فكل الاطراف تبني نفسها وتحشد وتطور من نفسها.
ان العلاقات الوهمية التي تغنت بها اسرائيل في الايام الاخيرة لن تكون سوى زوبعة في فنجان ما تلبث ان تمحيها تصرفات اسرائيل في اي حرب قادمة، والتحدي الاكبر لدى العرب هو في الحفاظ على اهمية الحصول على مكاسب فوق الارض، اذ ان اسرائيل في مواجهة شاملة سوف تتقلص الى حدودها الدنيا في طريق الاندثار وهو ما يبثه شواهد التاريخ وما يجري فوق الارض.
وعليه فان الامر لن يطول، ولكن على جهات المقاومة ان تستعد باجراءات فوق الارض تجسد الحلم وخاصة ان امريكا بزعامة ترامب بدات تشعر ان وجود اسرائيل هو عبء كبير عليها وبدا ترامب يصادق في القول والفعل على امكانية التخلي عن اسرائيل لصالح مصالح تخص امريكا، اوروبا كذلك التي ما تزال تمسك العصا من النصف اصبحت تواجه لوبي عربي اسلامي داخل اراضيها وسيكون يوما ما موضوعها متعلق بالحفاظ على نفسها دون اكتراث في اسرائيل ان شكلت العبىء الاكبر عليها، انها مسالة تاريخية مرتبطة بمقومات دولية تقوم على فلسفلة البقاء للمصالح والاقوى.
عربيا بدأت المسألة بالنضج نحو امكانية الخلاص من اسرائيل كدولة تشكل قلق كبير لجميع الساكنين في المنطقة العربية واليوم قد اتى ان ضم العرب جميع قواهم لفرض معادلة جديدة ضد اسرائيل تقوم على تقليص وقتها وصولا الى نهايتها او قبولها بتعايش في نطاق معين فقط. وفلسطينيا يبقى الامر مرهون بتطور العقلية التي اتت باسلو لفرض معادلة قديمة بضرورة الحفاظ على النظرية القديمة واحيائها نحو تحرير فلسطين والخلاص من اسرائيل.