الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملاحظات أولية على التصويت على قرار ادانة حماس

نشر بتاريخ: 08/12/2018 ( آخر تحديث: 08/12/2018 الساعة: 13:27 )

الكاتب: عوني المشني

فشلت امريكيا في استصدار قرار بإدانة حماس ووسمها بالارهاب، هذا الفشل مهم، مهم لكل أبناء الشعب الفلسطيني سواء ممن يتفق او يختلف مع حماس، ومع الكثير من شعوب العالم خاصة ممن يقفون ضد سياسات ترامب العنصرية والعدوانية، بمتابعة التصويت والنتائج يجدر التوقف عند الكثير من الملاحظات والتي تشكل استخلاصات ذي دلالة يفترض اخذها في الاعتبار في مسيرتنا النضالية.
اولا : اهمية ان يتصدى الفلسطينيون سلطة وفصائل للسياسة الامريكية المنحازة بشكل فاضح للسياسة اليمينية الاسرائيلية وينجحوا في إفشالها رغم جبروت وقوة امريكيا وتأثيرها الدولي، هذا يشكل موقف ذو دلالة، الفلسطينيون ليسو روسيا القوة الثانية في العالم، وليسو الصين القوة الاقتصادية الأكبر عالميا، ليسو الاتحاد الاوروبي بكل ما يعني من قوة وتأثير، ان يتصدر الفلسطينيين المشهد في التصدي للسياسة الامريكية المتغطرسة وينجحوا هذا تعبير عن تميز فلسطيني، ورسالة قوية بان امريكيا يمكن ان تفشل، وهذا يعطي الفلسطينيين مكانة واهمية اكبر من افشال القرار.
ثانيا : صحيح ان القرار قد فشل ولم يحصل على ثلثي أعضاء الجمعية العمومية، لكن الصحيح انه حصل على 87 صوت وهذا رقم كبير نسبيا وتعبير عن تاثير الولايات المتحدة في الضغط على دولا كثيرة وهذا يجعل من ضرورة العمل الدبلوماسي الجاد مع دول غيرت موقفها مهمة أساسية لا تقبل التأجيل، ان التصويت بين بوضوح ان دولا تغير مواقفها نتاج تأثير الموقف الامريكي وهذا يشكل خطر مستقبلي يجب اخذه في الاعتبار، الهند ليست الدولة الوحيدة فهناك عشرات الدول كانت تصطف مع قضية شعبنا صوتت هذه المرة لصالح المشروع الامريكي وهذا تذير لخطر اصبح جديا ويمكن تلافيه ولو جزئيا.
ثالثا : ان عدم خروج اي دولة عربية عن الموقف المبدئي حالة مشجعة ورسالة قوية ان العالم العربي حتى بأنظمته المطبعة لا تستطيع الخروج عن الموقف العام وهذا يدعوا لاستمرار استحضار الموقف الجماهيري العربي الرافض للتطبيع والمؤيد للقضية الفلسطينية وذلك لابقاء موقف الأنظمة العربية كما بدى في التصويت.
رابعا : ان حماس بالعبث المقصود عبر رسائلها للأمم المتحدة او اتصالاتها ببعض قادة الدول ساهمت في اضعاف وحدة التمثيل الفلسطيني، فرغم قيام ممثلنا في الامم المتحدة بدوره باحترافية كاملة والتزام لا شك فيه في مجابهة مشروع القرار الامريكي ورغم وحدة الموقف الفلسطيني حول موقف ضد المشروع وتبني منظمة التحرير لهذا الموقف تذهب حماس لاتصالات صبيانية لابراز ذاتها على حساب وحدة التمثيل الفلسطيني، هذا موقف اقل ما يقال بانه صبياني لا مسئول ويستحق الادانة وبصوت عال.
خامسا : فشل المشروع إجرائيا، ولكن الاصطفاف لم يكن خلف حماس بل خلف الحق الفلسطيني، وتصويت الاتحاد الاوروبي مع القرار قضى على حلم حماس بالقفز الى مستوى التمثيل الفلسطيني وأخذ دور بعيد عن منظمة التحرير لهذا وجب على حماس اعادة النظر في أحلامها بالبدائل او المتاوزيات في التمثيل، والطريق الأقصر لذلك هو انهاء الانقسام، ورغم ان حماس ليست وحدها من يتحمل مسئولية استمرار الانقسام الا انها تستطيع ان تضع بدايات حقيقية لهذا التوجه لتضع السلطة الفلسطينية امام مسئولياتها، وأقل ما يقال ان السلطة الفلسطينية "قدمت السبت  بموقفها ضد المشروع فلتقدم حماس "الاحد وما بعده".