الكاتب: منذر ارشيد
رسالة الى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الاخ سليم الزعنون أبو الأديب المحترم
تحية ومحبة واحترام
أعتذر عن الحضور لجلسة اليوم وقد تلقيت دعوة من مدير مكتبكم للحضور لمناقشة قضايا مهمة
فاعتذاري ليس بسبب عدم تمكني الحضور بقدر ما هو إحتجاجا ورفضا بأن نبقى مجرد تكملة عدد او تعبئة الصورة أمام الإعلام أو *كشاهد ما شافش حاجة*.
كل ذلك كان وما زال يشكل نقطة ضعف لمجمل العمل في اهم مؤسسة من مؤسساتنا الوطنية ..المجلس الوطني الفلسطيني وهو الاطار الشرعي للمنظمة التي من المفترض أن تمثل الشعب الفلسطيني في كل بقاع المعمورة.
سأبدأ بالحديث الخاص عن نفسي أولا .. والخاص هنا عام بالمجمل، فأنا كما تعرفون واحد من مناضلي الثورة ومن مؤسسي العمل الميداني النضالي لا بل من مئات الضحايا الذين تم إبعادهم وتهجيرهم قسرا عن العمل في أي إطار من أطر المنظمة والسلطة بينما ترك المجال لكل من هب ودب ولأي عابث ومدمر ومخرب.. مع إحترامي لآلآف العاملين في المؤسسات الذين فيهم من هم أفضل مني.
وقراري عدم الحضور هو إحتجاجا يجب أن يسجل ويوثق كعضو مراقب أو على الأقل كمواطن فلسطيني يدعي أنه مواطن حر ومحترم ويمثل كثير من الناس...
الأخ أبو الأديب..
لقد تم عقد المجلس الوطني في رام الله مؤخراً وتم تجاهلي ومعي بعض الإخوة المناضلين المحترمين الذين هم من عصب وتاريخ ورموز فتح والمنظمة ، ولم يتم التنويه إطلاقا عن السبب في تجاهلنا ، لا بل شطبنا من قائمة المدعويين للمؤتمر ، علما أن الدعوات وجهت لكل من هب ودب مع احترامنا لكل الأعضاء المحترمين والمدعوين أيضا ً.
وأسباب أخرى أهمها التالي ...
أولا..
أنا عضو مراقب منذ انعقاد المجلس عام 83 في الجزائر وعينت بعدها مع انتخاب المرحوم الشيخ عبد الحميد السائح رئيسا (عينت مديرا لمكتبه).
وكنت من ضمن إدارة وفريق الإعداد للمجلس الوطني الذي عقد في عمان وبعد ذلك في الجزائر ولم يكن تعييني إلا إختيارا من قبل الشهيد أبو عمار نفسه وقد أقنعني إقناعاً حيث قال..
( أريدك في هذا الموقع حتى نحسن الاداء )
وعلى أساس أن أكون عضوا فاعلا في المجلس الوطني.. لم أطلب ولم ألح حينها ، لأني كنت مشغلا بالعمل.
ثانيا ..
خدمت بكل جدية وإخلاص حتى تم إنهاء عملي بالمجلس وبفصل تعسفي وأنت تعرف تفاصيل ما جرى رغم انك كنت ما زلت في الكويت حينها وكنت نائبا للرئيس ..
والسبب كان موقف لي، مع جريح رفضت إهماله وترك جروحه تتعفن (راجي بعارة) لا داعي لذكر التفاصيل المخزية ، والمحزنة ..!
وهو موقف مشرف لي ولكل صاحب شرف ووطنية وأفتخر به ما دمت حيا وعند ملاقاة وجه ربي..
ثالثا ..
أتساءل ويتساءل معي الكثيرون وأنت أكثر من مرة كنت تقول هذا حقك وسنعمل وننهي هذه المسألة بعد ان يصبح هناك شاغراً وقد كان وحصل عشرات الشواغر اتسعت لكل من هب ودب إلا منذر ارشيد ..وفؤاد البلبيسي مناضل تاريخي أيضاً وربما هو أفضل مني ..!
ما الذي يمنع أو منع أن أكون وأخي القائد موريس عضوا فاعلا في المجلس الوطني ..وتاريخنا يشرف وحاضرنا أكثر تشريفاً لا بل نحن الان نعلم الجيل الجديد معنى الكرامة الوطنية ..!؟
ما المانع وقد فتحت العضوية بالتعيين دون انتخاب لبعص الأشخاص ومنهم ليس لهم تاريخ نضالي ربما بعضهم لم يكن قد ولد بعد عندما انضممت للثورة ولحركة فتح والمنظمة.....
أين كان بعض الأعضاء عندما كنت محكوما بالاعدام، وقد تخرج من تحت يدي أكثر من ثلاث الاف مقاتل وما زلت عضوا مراقبا في المجلس الوطني..!؟
سؤال يسأله الكثيرون لماذا وبعد كل هذا التاريخ يا أبو الأديب منذر ارشيد لم يصبح عضوا في الثوري ولا في المجلس الوطني .. أما المركزية فلا داعي للسؤال..!؟
ولست الوحيد بل هناك أكثر من أخ ممن يستحقون عضوية المجلس الوطني ، علما أن هناك العشرات تم تعيينهم تعيينا وليس انتخابا، ومنهم ولو حصل انتخابات لما حصل على أكثر من صوته ..!
رابعا..
ما عاد المجلس بهيئته الحالية يمثل فعليا ً ورغم الجلسة التي عقدت مؤخرا في رام الله بمن حضر..
هل هكذا يمثل الشعب الفلسطيني وقد غاب من غاب وتوفي العشرات منهم خلال العقدين الماضيين ولم يعاد تجديد الدماء للمجلس الوطني وللأسف تم وضع مكانهم أشخاص طارئين مع احترامنا لهم ..!!
خامسا..
لم يتم دعوتنا لحضور المجلس الوطني الذي عقد في رام الله لا بل تم تجاهلنا تماما وكأننا ميتون..!
علما أننا ما زلنا أحياء ويكفي لو فقط بقيت أسماؤنا على لائحة المؤتمر ولو لم نتمكن من الحضور، فأسماؤنا تشرفكم فنحن عناوين نضالية تاريخية معروفة .
الاخ ابو الاديب .. الموضوع ليس شخصيا وقد تحدثت به معك أكثر من مرة ولكن للأسف لم يحصل شيء وسنوات مرت لم نر أي تقدم أو تغيير، جلسات وجلسات الحضور نفس الحضور ، أللهم إلا وجوه جديدة نفاجأ بهم أعضاء في المجلس إما بمرسوم رئاسي أو بتعيين مجاملات أو مصفقين جيدين ..!
ومطلوب منا أن نبقى صامتين ومصفقين ومطأطئي الرأس
هل هكذا سيبقى الحال وكأننا خُتم على جباهنا ختم المختار في ....ضيعة ضايعة..!؟
سادساً ...
أعتقد أن ما جعلنا نسكت طيلة الفترةالماضية هو احترامنا لكم ولتاريخكم ولما تمثلون من رمزية تاريخية كقيادة مؤسسة لفتح والمنظمة .. وهذا سنحاسب عليه أمام الله.
أما بخصوص الوضع العام وما آلت إليه القضية الفلسطينية
من ظروف مأساوية بسبب التآمر العالمي والإقليمي
فهناك ما هو أهم مما ساعد كل الأعداء علينا .. ألا وهو أننا أعطينا أعدائنا بداية بإسرائيل وليس انتهاءً بأمريكا ومن لف لفها..
أعطيناهم جميعا مكامن ضعفنا ومذبحنا من خلال أدائنا الأسوأ في التاريخ بعد دولة الأندلس التي تكالب عليها المتكالبون .. وها نحن أصبحنا عبارة عن قضية هامشية يتناولها العالم بنوع من القرف والإشمئزاز والكل يشاهد ضعفنا على عدونا وإستقوائنا على بعضنا ..
حماس..ليست المشكلة ونحن نعرف لماذا تم تأسيس حماس ولكننا لم نستوعب الحكاية ولم نحافظ على تاريخنا وتحصين حاضرنا لننطلق لمستقبل مشرق .. كنا دأئما نسوف وننتظر الحلول من السماء ..!
المشكلة يا سيدي فينا نحن في فتح خاصة وهي أم الولد
فالأم كما يقال في العامية...
*صاعت ودارت على حل شعرها بعد أن ترملت *
وتركت الأبناء يتصارعون على الميراث ،المناصب والكراسي وكأني بحالها تقف متجمده أمام المرءاة تتغزل بجمالها ومالها.. وكأنها ....تتزين لزوج جديد .!
والسؤال الان لك أيها القائد الفتحاوي التاريخي أبوالاديب
وبكل ما تحمل من مناصب وصفات ..
ألست الأكبر سنا وقدراً في اللجنة المركزية...!
لماذا لم تحرك ساكنا ً في مشاكل فتح الداخلية .. لماذا لم نراك تشكل حالة من الحراك الأبوي والأخوي كأب وراعي خاصة أنك بعيداًعن التجاذبات والمناكفات والخلافات الشخصية .. ألم يكن جديرا بك أن تحمي وحدة فتح ..!
ماذا قدمتم يا رئيس أكبر مؤسسة فلسطينية في المنظمة ماذا قدمتم لشعبكم وقضيتكم منذ سنوات غير شطب بعض بنود الميثاق ورعاية الإنقسام الأول وإهمال الإنقسام الأخير وترك حركة فتح تتشرذم واجتماعات فارغة من مضمونها وقرارات لا تنفذ وأصبحنا فعلا حارة كل من إيده إله..!
تركنا للقيادة السياسية ان تتصرف مع العالم الخارجي وقلنا أهل مكة ادرى بشعابها ولكن ماذا عن الوضع الداخلي..
فتح تشرذمت وأبناؤها في حيرة .. في غزة الأبناء في حيص بيص لاهم قادرون أن يعلنوا موقفهم مع الشرعية ولا مع غير الشرعية... حماس عصى غليظة فوق رؤوس الجميع...
أصبح أبناء الحركة مرضى نفسيين لدرجة الجنون
هل يعقل أن تصل فتح الى هكذا وضع ..
شرعي وغير شرعي أصلي ومزيف .. متجنح ومتتنح ..!؟
الانتخابات... أجزم أننا في فتح إذا بقينا على هذا الحال سنكون فرجة لكل الشامتين في أي إنتخابات قادمة ..!!
للمنظمة والسلطة..!؟
المنظمة مشلولة والسلطة بهلولة .. والفساد يضرب اطنابه
والمصيبة أنكم في المجلس الوطني أصبحتم تابعين للسلطة
أكثر من التشريعي وهذه من المفارقات العجيبة وهذا الأمر ربما سيضعكم لاحقا أمام مسائلة قانونية دولية لو بقي الحال ولضغوط تتراكم على المنظمة التي هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.. وسيقال لكم عمليا أنتم (لا تمثلون) انتبهوا.. انتبهوا جيدا ً
والعدو ينهش بنا لضعفنا وهواننا وسوء إدارتنا ولا أستثني أحداً من رأس الهرم إلى آخر مسؤول
كل ذلك كان على حساب مستقبل قضيتنا وحق الاجيال التالية التي تم تجميدها (مكانك سر)
أو... إلى الخلف دور..!؟
أمر محزن جدا ما وصلنا إليه وأكثر ما هو مؤسف أننا شاركنا جميعا في تردي حالتنا الفلسطينية ..
منا من شارك فعلا في الهدم ومنا من ساهم بالدفع إلى الخلف
ومنا من ساهم بالصمت والسكوت على هذا الخراب والدمار وانا واحد منهم ( رغم اني حاولت )وقيل عني.. غبي
ولو سكت وسرت مع التيار لكنت الان ربما .....!!؟
الأخ أبو الأديب مع كل احترامي ومحبتي لك..
إني حزين جدا على ما سيكون وقد وصلنا الى العبث الواضح واللاجدوى من الإجتماعات واللقاءات الجوفاء وتكرار الجمل والإستنكارات والكلام والخطاب الذي أصبح مجرد رفع عتب وكأننا نريد ان نثبت للناس بأننا ما زلنا أحياء...
وصل الأمر أننا نخاف على الكرسي أكثر من خوفنا على شعبنا وقضيتنا وانت ابن غزة هاشم لم تحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه سواء في حل المشكلة القائمة وضنك العيش الذين هم فيه وقسوة حكام القطاع عليهم ومواساة أهلك هناك الذين يتعذبون .
على الاقل أن تقوم بزيارة لغزة بعد الحروب التي مرت عليهم ولربما يكون لك يد بيضاء وكلمة طيبة تجبر الكسر وتطيب الخواطر وتهديء النفوس المشتعلة غضبا وقهرا ً..!
أما اللامبلاة والإبتعاد والقول... خليها على الله ...!
ليس لهكذا خلقنا الله وليس من أجل ذلك سقط ملايين الشهداء.. وليس هكذا يكون العمل من أجل القدس وفلسطين..!
ومصيبتنا أننا نكذب على أنفسنا ونصدق.. وشعبنا فقد الثقة تماما بنا
ورغم ذلك لا نريد أن نعترف بأننا سنقف أمام الله ونحن على يقين أنه سيسألنا عن أدائنا واعمالنا وحالنا يقول .. ليوم الله بعين ألله ..
الله أكبر يا ابو الاديب وأنا اعتبرك كأب ووالد .. كم أشفق عليك أمام الموقف العظيم ..!
والله يقول..واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ...ٌ صدق الله العظيم
نسأل الله الهدى والمغفرة ...
اللهم كما وعدك الحق قادم لا محالة..
هب لنا من لدنك رحمه ... والحق أحق أن بتبع...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذر ارشيد