نشر بتاريخ: 11/12/2018 ( آخر تحديث: 11/12/2018 الساعة: 11:55 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في العام 2002 وبعد عملية تفجير نفذتها حركة حماس في مدينة نتانيا وقتل 28 اسرائيليا داخل فندق، استدعى أرئيل شارون إحتياط الجيش وشن عملية حربية لإعادة احتلال الضفة الغربية بالكامل، ولكن وزير خارجية أمريكا كولن باول ورئيس المخابرات الامريكية طلبا من شارون عدم الإقتراب من مبنى المقاطعة أو محاولة الوصول لمقر ياسر عرفات. شارون التزم أمام الامريكان بأنه لن يعطي أية اوامر للجيش بالاقتراب من عرفات.... ولكن بعد يوم كانت الدبابات الاسرائيلية وصلت المقاطعة وبدأت الاشتباكات هناك.
وحين سأل الامريكيون شارون ما الذي فعلته؟ أجاب بابتسامة سياسية مقصودة: لست انا الذي فعل ذلك وإنما شوفير الدبابة ضلّ الطريق وبدلا من الوصول الى شارع الاسود ودوار المنارة سار في طريق خاطئ واذا به أمام مكتب عرفات!!!
نحن الان في مرحلة "شوفير الدبابة" الذي يقرر مصير كل المرحلة السياسية. واذا ضلّ قائد الدورية الطريق في منطقة البالوع، سيجد الجنود أنفسهم داخل منزل الرئيس الفلسطيني، وداخل مقرات الأمن ما يعطينا إشارة للتوقف وإعادة تفسير الأمر.
نتانياهو حين يسمح للجيش بالدخول الى رام الله والوصول الى الشارع الذي يضم مكاتب قيادة منظمة التحرير ومنزل الرئيس أنما يترك الأمر للقيادات الميدانية للجيش ان تقرر مصير المنطقة كلها. وذات يوم وصفت الصحافة الاسرائيلية دخول الجيش الى رام الله بمشهد دخول فيل في محل للخزف والزجاج. فلا يستغربنَّ أحد اذا قام الفيل بتحطيم كل المحتويات.
أحد اكبر الصحفيين الاسرائيليين كتب أمس على تويتر: نتانياهو أوكل مصير عملية درع الشمال للقادة الميدانيين هناك!!!! هل هو يهرب من المسؤولية السياسية أم يسمح بالتدهور الميداني دون ان يتحمل أية مسؤولية؟.
السؤال ينسحب على رام الله: هل ترك نتانياهو الامر بيد "شوفير الدبابة" ليقرر مصير الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية هناك ! وطالما ان نتانياهو وحكومته يقومون بتسليح وتمويل وتشجيع المنظمات الإرهابية اليهودية، ماذا لو قامت مجموعة من المستوطنين بتنفيذ عمليات ضد الفلسطينيين حول رام الله ورد الفلسطينيون!
منذ 2008 حين عجزت تسفي ليفني عن تشكيل حكومة وقام نتانياهو بتشكيل حكومة يمين، فقد السياسيون القدرة على ايجاد أية حلول سياسية. ونحن ندخل الان في مرحلة اعادة القرار الى الميدان والى حملة البنادق والى المسلحين.