الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجربة اعتقال الأخ او الأخت

نشر بتاريخ: 18/12/2018 ( آخر تحديث: 18/12/2018 الساعة: 14:00 )

بقلم: منظمة أطباء بلا حدود
تعتبر إقتحامات المنازل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي من أصعب التجارب النفسية التي يمر بها الإنسان الفلسطيني، والأكثر صعوبة من ذلك هو قيام الجيش الإسرائيلي باعتقال أحد أشقائك الأمر الذي يزيد من الشعور بالإحباط والخوف والغضب و العجز الذي يسببه الاقتحام بحد ذاته. ومع ذلك، يمن الضروري أن ننوه أنه من الطبيعي وجود ردود فعل نفسية وجسدية شديدة في مثل هذه الظروف والتي قد تختلف من شخص لآخر كل حسب عمره وشخصيته.
يولّد تعرض الأخ او الأخت المراد اعتقاله/ا للضرب أثناء الحدث شعور بالخوف عند أفراد العائلة، وخاصة شعور الفرد من أن يصاب هو أو أحد أفراد عائلته بأذى، ويكون هذا الخوف شديداً عند الأطفال الصغار. وفي الوقت نفسه، قد يشعر الأشقاء الأكبر سناً بالغضب والعجز نظراً لعدم قدرتهم على منع أو إيقاف الهجوم.
من الشائع جداً أن تتطور الأعراض الأولية مع مرور الوقت وتؤثر على سلوك الفرد و / أو وظائف الجسم لدرجة أن يواجه صعوبات عند القيام بالأنشطة اليومية. ؛ وقد تتطلب مثل هذه الحالات مساعدة أخصائي الصحة النفسية مثل الإخصائي النفسي أو الطبيب النفسي. يمكن أن يتحول الحزن إلى اكتئاب في بعض الأحيان، وقد تتحول الكوابيس إلى رعب ليلي وقد يحدث أيضاً أن تتحول صعوبات النوم إلى أرق مما يصعّب من ممارسة النشاطات اليومية. أما فيما يتعلق بالأطفال، فإنه من الممكن أن تتعرقل عملية التطور والنمو عند الطفل وقد يخسر المهارات التي اكتسبها مؤخراً مثل تراجع مهارة الطفل في استخدام الحمّام أو إهماله لذلك أو قيامه بالتبول اللاإرادي بشكل متكرر الأمر الذي يخلق عند الطفل رغبة للعودة الى ارتداء الحفاضات مرة اخرى وهذا أمر شائع جداً لدى الأطفال وكثير من الأحيان لدى المراهقين أيضاً. قد يشعر الأطفال والمراهقون كذلك بحاجة إلى البقاء مع الأم او الأب والرغبة في قضاء جميع الأوقات معهم وطلب النوم بالقرب منهم والمبالغة في ردود الفعل التي يقومون بها عند انفصالهم عن أحد الوالدين خلال اليوم. كما من الشائع جدا التعبير عن شعور شديد بالخوف والقلق بعد أحداث كهذه. يؤدي هذا القلق الناتج عن الإنفصال مع صعوبة النوم أو ضعف القدرة على التركيز الى انخفاض الأداء التعليمي في المدرسة.
على سبيل المثال: كانت نسرين فتاة نشطة جداً وذكية واجتماعية وجيدة في المدرسة. إلا أنه بعد اعتقال شقيقها أصحبت تشعر بالذنب لكونها كانت تتشاجر معه طوال الوقت ولم تكن داعمه له، وقد أصبحت بعد ذلك سريعة الإنفعال ومنعزلة الأمر الذي سبب في تراجع أدائها المدرسي.
مثال من خبرة منظمة أطباء بلا حدود العملية في التعامل مع مثل هذه الحالات:
بدأت نسرين تتلقى الرعاية النفسية من أحد الإخصائيين النفسيين العاملين في مؤسسة أطباء بلا حدود الذي أعطاها المساحة التي كانت بحاجة لها لتتعلم كيفية تطبيع ردود أفعالها وتقبل مشاعرها وذلك بعد تشجيع ودعم أمها. بذلك، تمكنت نسرين من التعرف على مشاعرها والتعبير عنها بالطريقة الفاعلة الصحيحة. بعد ذلك قامت نسرين بزيارة شقيقها في السجن وأدركت أنه قد بنى لنفسه نظام دعم متكون من أصدقاء جدد وزملاء في السجن قادرين على دعمه وعلى فهم تجربة الإعتقال التي يمر بها.
ساعدت هذه الزيارة نسرين كثيراً حيث أدركت أهمية الاعتماد على نظام الدعم الخاص بها والمضي قدماً في حياتها والاهتمام بنفسها قدر الامكان. واستفادت من هذه التجربة التي مرت بها لتحلم اليوم في أن تصبح محامية مستقبلا لتدافع عن أخيها والأسرى الآخرين.
تذكر دائما ومهما كان عمرك أنك قد تكون بحاجة للدعم النفسي وأنك غير مضطر لمواجهة المواقف الصعبة والمؤلمة لوحدك. إن الصحة النفسية مهمة جداً ولا يجب إهمالها، لأن الأشياء التي تبدو صغيرة وغير مهمة اليوم قد تتحول إلى مشكلة أكثر تعقيداً ويصعب معالجتها إذا تركت دون علاج، لذلك، إذا شعرت أنك بحاجة إلى المساعدة أو شعرت أن شخصاً آخر بحاجة لها ولا تستطيع تقديمها له تذكر أنك تستطيع مساعدته عن طريق تعريفه بخدمات منظمة أطباء بلا حدود. حيث تعمل المنظمة في محافظة الخليل مع ضحايا العنف السياسي عن طريق تقديم الدعم النفسي للأفراد والعائلات والمجموعات من خلال طاقمنا المتكون من الأخصائيين النفسيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين الإكلينيكيين.لا تتردد بالإتصال بنا على الرقم0599980782 إذا كنت بحاجة إلى المساعده، وتذكر دائماً أن خدماتنا مجانية وخاضعة للسرية التامة.
عن منظمة أطباء بلا حدود
منظمة اطباء بلا حدود هي منظمة دولية طبية انسانية مستقلة، تقدم المساعدة الطارئة للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية، والأشخاص المحرومين من الرعاية الصحية. تعمل المنظمة حالياً في أكثر من 70 دولة حول العالم، حيث تستجيب لحالات الطوارئ الطبية وتقدم المساعدة للأشخاص المتضررين، وفقا لاحتياجاتهم. بغض النظر عن العرق او الدين او الجنس او الانتماء السياسي.
تُدير المنظمة مشاريع للصحة النفسية في الخليل منذ عام 2001، وفي نابلس وقلقيلية منذ عام 2004. وتقدم الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب العنف الناجم عن الصراع السياسي. أما في قطاع غزة فتعمل المنظمة منذ العام 1989 وتحرص على توفير الرعاية الطبية اللازمة مثل الجراحة التجميلية الترميمية و تأهيل المرضى الذين تعرضوا لإصابات مختلفة.