نشر بتاريخ: 20/12/2018 ( آخر تحديث: 23/12/2018 الساعة: 10:11 )
الكاتب: عمران الخطيب
أصوات لبنانية وفلسطينية تنادي برحيل الطفل محمد مجدي وهبه. بعد معاناته مع المرض وتقاعس الأونروا بتأمين سرير في قسم متخصص بحالة الطفل.
وليس هذا فحسب بل إن المستشفيات اللبنانية ترفض علاج الفلسطيني حتى في أقصى الحالات الحرجة. إن لم يتم تأمين مبلغ كبير من المال حتى يتم دخول إلى قسم الطوارئ. حياة اللاجئ الفلسطيني في لبنان من حيث المعاملة في مختلف المجالات الحياتية هي الأسواء من حيث أن الأنظمة واللوائح والقانون اللبناني يمنع اللاجئ الفلسطيني من كافة الحقوق المدنية والإنسانية في العيش الكريم والعمل على غرار الدول العربية الأخرى والتي إستقبلت اللاجئين الفلسطينيين...
وعلى سبيل المثال لا الحصر الجمهورية العربية السورية التي ووفقا للقانون والدستور السوري منذ أن وطئ اللاجئون الفلسطينيون في سوريا جرى اعتبار الفلسطيني يمتاز بكافة الحقوق كم هو حال المواطن العربي السوري. في كافة الحقوق باستثناء الجنسية وترشح والانتخابات البرلمانية. وما عدا ذلك فهو يمتاز في كافة الامتيازات كم هو حال المواطن العربي السوري..وما حدث في سوريا حدث في العراق الشقيق. حيث قام الجيش العراقي بعد الإنتهاء
من المشاركة في حرب عام 1948 بنقل المئات من الفلسطينيين من الطيرة وأجزم ومن حيفا وبعض من شردوا أثناء النكبة. حملهم إلى العراق بوسائل النقل العسكرية والباصات من أجل وصولهم إلى العراق من أجل إنقاذهم من المجازر والجرائم البشعة التي ارتكبتها العصابات الإرهابية الصهيونية وجيش الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
وقد رفض العراق في نفس الوقت أي دور اغاثي من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. حيث تكفل العراق بتقديم كل وسائل الدعم والحياة الكريمة. إضافة إلى إدراج الأنظمة والقانون الذي يمكن اللاجئ الفلسطيني أن يتمتع بكافة الامتيازات والحقوق كم هو حال المواطن العراقي باستثناء الجنسية وخدمة العلم في الجيش العراقي.
صحيح أن اللاجئ الفلسطيني فقد العديد من هذه الامتيازات ولكن نبض الشعب العراقي والعديد من الكتل السياسية والبرلمانية معنيين في مراجعة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. حيث لم تتغير مشاعر ومواقف العراق الشقيق من القضية الفلسطينية..
وفي جمهورية مصر العربية فإن اللاجئين الفلسطينيين لهم كافة الحقوق في العمل والتملك والعيش الكريم دون أي تمييز بل هم يعملون في العديد من مؤسسات الدولة المصرية كم هو حال المواطن المصري، بل أبناء المصرية المتزوجة من فلسطيني لهم الحق في الجنسية المصرية.
كم هو الحال في تونس ودول المغرب العربي. لا أريد ان أتحدث عن الأردن فإن اللاجئين الفلسطينيين هم لهم كافة الحقوق الوطنية كم هو حال المواطن الأردني بما في ذلك الجنسية والعمل في كافة مؤسسات الدولة الأردنية الهاشمية. بدون استثناء..
ولم تمنع الحصول على الجنسية والحقوق المدنية والإنسانية اللاجئ الفلسطيني في الانتماء الوطني والتمسك في الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. هذه الثوابت الوطنية للإنسان الفلسطيني في كل مكان وزمان وحيث ما حل وبغض النظر عن ما يمتلك من جنسية وحقوق.
وهناك المئات بل آلاف وست مليون ونصف المليون فلسطيني يعمل ويناضل بكل الوسائل المتاحة في تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني في الشتات في سبيل الحرية والاستقلال والتحرير.
وبصراحة وبكل وضوح أستغرب وأستهجن هذا القوانين التي تمنع الطفل الفلسطيني من العلاج وتسبب في قتله وليس وفاته لعدم السماح له بدخول المستشفى والعلاج وكأن من الممكن إدخال هذا الطفل إلى المستشفى والمطالبة في تغطية العلاج وسوف يتم تسديد هذه الإلتزامات المالية .كم حدث للعديد من الحالات المرضية وقامت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بسفارة فلسطين بتسديد قيمة المبالغ المستحقة كما حدث في العديد من الحالات..وفي نفس الوقت ماهي الدوافع للاستمرار بالقوانين العنصرية والجائرة بحق اللاجئ الفلسطيني بشكل خاص في لبنان. ؟ كيف يستقيم الأمر. ضمن إطار المؤسسات للدولة اللبنانية والبرلمان والأحزاب اللبنانية المختلفة بل لا يوجد طائفة في لبنان لم تقدم من أجل فلسطين مئات الشهداء والجرحى بل لا يوجد مدينة أو قرية في لبنان لم تشارك فى النضال الوطني الفلسطيني.
بل تحولت منطقة أنصار إلى معسكرات إعتقال تعج بآلاف المعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين من كل الطوائف والأديان بدون استثناء من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. إضافة إلى أن الشعب اللبناني الأصيل هو شريك في كافة المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية المعاصرة. بل هناك المئات من المقاتلين اللبنانيين قدم أرواحهم في سبيل فلسطين من أجل كل ذلك لماذا الإستمرار فى هذه القوانين الجائرة. ألم يئن الوقت إلى دعوة مجلس النواب اللبناني إلى إعادة النظر في مثل هذه المواقف والقوانين. في الوقت الذي يمثل لبنان قوة الممانعة في مواجهة التحديات القائمة وصفقة القرن ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية بشكل شمولي. اعتقد أن هناك العديد من الشخصيات والمسؤولين إضافة إلى القوى السياسية والكتل الحزبية من كل الاتجاهات ترفض الاستمرار والبقاء على هذا الحال المؤسف..
راجيا من الأصدقاء في مختلف المجالات السياسية والحزبية والنقابات العمل على أنصاف اللاجئين الفلسطينيين في إنتظار عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها.
ومعا وسويا من أجل العدالة لفلسطين.