نشر بتاريخ: 21/12/2018 ( آخر تحديث: 21/12/2018 الساعة: 11:56 )
الكاتب: وليد الهودلي
قرر الاحتلال قبل قرابة ثلاثين عاما أن يمنع الناس من نور خرج للناس من قلب الشيخ علي حنون، ساقه الى زنازينه وأحكم عليه قيده وأسدل عليه ظلامه، ومنذ ذلك الحين وهو يكرر التجربة، اعتقال تلو الاعتقال .. الا أن الشيخ يعرف طريقه تماما فشقّ ظلام السجن بنور قلبه وعكف على صناعة الرجال تربية وتزكية من نوع خاص، وصقل معرفي مستمد من معين قران كريم وهدي نبوي متقد بنور السماء، قاد الفكرة والروح الى حيث إرادة الاحرار وصياغة الابطال.
الاحتلال يرى أن باعتقال هذا الضرير حجب لنوره أن يصل الناس، والشيخ يركز نوره على خير الناس في الزنازين والمعتقلات فينتج ما لا ينتجه وهو حر طليق خارج هذه المعتقلات، الشيخ يحلق عاليا داخل زنازينهم الى ارتفاع لا يتمكن منها خارج السجون.
الاحتلال يرى أن سرّ بقائه وحفظ أمنه أن يكبل الاحرار أمثال الشيخ ولو كان ضريرا، والشيخ يدرك أن سرّ فناء الاحتلال هو باصراره على ظلمه وإمعانه في ساديته التي تبلغ مداها عندما تعتقل الشيخ الضرير ولا تراعي طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا مسنا ولا مريضا.
الاحتلال يرى أن إجراءاته العقابية الجماعية وان تزر الوازرة وزر أخرى وأن يهدم البيوت ويعتدي على الشجر والحجر وأن يشنّع حياة الفلسطيني بالحواجز والمداهمات وكل أشكال التضييق من شانه أن يردع الناس وأن يحولهم الى قطيع من الغنم يساقون الى الذبح وقت ما شاء، الشيخ يرى أن اجراءات هذا الاحتلال تشعل روح التحدي والاصرار، ترفع من منسوب الشعور بالعزة والكرامة والارتقاء، تشعل جذوة الجهاد والثورة وتنفخ على لهيب صدور الاحرار الملتهبة، الشيخ يستقبل هذا العدوان بابتسامة المنتصر الواثق بأن هذا من شانه أن يقصّر من أجل الظالمين البغاة.
الاحتلال يرى أن يمعن في اعتداءاته وأن يستمر على ذات النهج الذي ثبت فشله ومصر على أن لا يعيد النظر فيه أبدا، الشيخ أيضا يمعن في الثبات على حق شعبه ومصر على أن لا يتنازل عن ذرة تراب من وطنه ذلك انه على الحق والحق لا مساومة فيه، هم يصرون على عدوانهم وهو مصر على حقه مهما بلغت التضحيات، والتاريخ وسنن الحياة تقول أن العاقبة دائما للحق واهله.
الاحتلال يبصر تماما الاختلال في موزاين القوى المادية وقد قاده هذا الى الغطرسة وعمي بغروره فأصبح لا يرى الا نفسه على هذه الارض، الشيخ يرى ان الله معه اولا ثم أن هناك شعبا متشبث بارضه ووطنه ومصر على الدفاع عن حقوقه ويرى كذلك مقاومة قادرة على ان تكون شوكة في حلقه.
الشيخ يرى المستقبل القادم سيفا صارما على الطواغيت، يرى بنور قلبه وبصيرة عقله ما لا يرون بصلف غطرستهم وظلام أحقادهم. هذه تعمي أبصارهم ولا تجعلهم يرون ما يرى الشيخ.