نشر بتاريخ: 23/12/2018 ( آخر تحديث: 23/12/2018 الساعة: 10:13 )
الكاتب: جهاد حرب
تظهر نتائج استطلاع الرأي العام رقم (70) الصادر عن المركز الفلسطيني للبحوث السياسية، الثلاثاء الفارط، أن أغلبية كبيرة (74%) ترى أنه ينبغي على القيادة الفلسطينية رفض الخطة الأمريكية عند عرضها، وهي النتيجة الوحيدة التي تتطابق فيه مواقف الجمهور الفلسطيني وموقف القيادة السياسية من مجمل انطباعات ومواقف وأراء المواطنين الفلسطينيين.
يقال على "شاكلة المقدمات تأتي النتائج" الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي لمبادرة الرئيس الأمريكي "صفقة القرن" قبل إطلاقها لم يأتِ عبثا أو رفضا لعملية السلام بل جاء كنتيجة للقرارات والإجراءات من قبل الإدارة الامريكية كالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم نقل السفارة الامريكية من مدينة تل أبيب الى القدس المحتلة، بالإضافة الى محاولة الاضرار بقضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية، ومن ثم وقف المنح والمساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة الفلسطينية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وهي "هذه القرارات والإجراءات" تتوافق مع رغبة الحكومة الاسرائيلية وتتنافى مع التزامات الولايات المتحدة بتحقيق السلم والامن الدوليين باعتبارها قوى عظمى وعضوا دائم العضوية في مجلس الامن الذي وجد لذلك.
كما تظن الغالبية العظمى بين الفلسطينيين (80%) أن الإدارة الأمريكية ليست جادة في إطلاق عملية سلام قريباً، وترى نسبة (73%) من الجمهور إن فرص نجاح الخطة الأمريكية ضئيلة أو منعدمة. فالفلسطينيون لا يرون الإدارة الامريكية الحالية منحازة لإسرائيل بل هي تلبي أوامر حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. بالإضافة إلى أن هذه القرارات تشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي من ناحية، وحسما لقضايا الحل النهائي المدرجة في الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية قبل البدء في المفاوضات بشأنها بين الطرفين المعنيين من ناحية ثانية، ووقفا لتحمل الولايات المتحدة التزاماتها بتحقيق السلام القائم على خيار حل الدولتين لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط.
تقول غالبية كبيرة إن الخطة الامريكية ما هي إلا إعادة انتاج لسياسات الحكومة الإسرائيلية للوصول بالفلسطينيين للقبول بالأمر الواقع؛ استمرار السيطرة الإسرائيلية الأمنية مع سلطة فلسطينية محدودة وضعيفة، في المقابل تحسين أوضاع اقتصادية للسكان ليس أكثر. هذه المواقف والانطباعات من قبل الجمهور تقول إنه على شاكلة المقدمات تأتي النتائج؛ فقهر الفلسطينيين أو احباط آمالهم وحرمانهم من حقوقهم لا يأتي الا بإصرارهم على التحدي والمواجهة، وهي ليست الخطة الأولى التي يُسقطها الفلسطينيون لا لقوتهم بقدر عدالة قضيتهم.