السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات القذرة لا يفوز بها سوى أوسخ المرشحين

نشر بتاريخ: 27/12/2018 ( آخر تحديث: 27/12/2018 الساعة: 21:48 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بدأت الحملات الانتخابية بإسرائيل، وجوه قديمة وأحزاب جديدة. لا يوجد حزب كبير بل شظايا وحطام التيارات الصهيونية (يهود أشكنازيون جاءوا من الغرب وجنرالات جاءوا من خلف المدافع ورجال أعمال جاءوا من وراء الصفقات الخفية ويهود سفرديم من اصول شرقية ضاعوا في الصحراء اربعين عاما ثم التفتوا فوجدوا أنهم مجرد خدم لليهود الغربيين).

نتانياهو وعبر الصفحة الأولى لصحيفة "إسرائيل هيوم" يهدد ان الليكود سيهاجم المستشار القانوني اذا قدم ضده لائحة اتهام، ومجهولون حطموا قبر والد المستشار القانوني كرسالة اولى. الجنرال موشيه يعلون كاره العرب والفلسطينيين يؤسس حزبا يقول فيه لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين لذلك يجب ادارة الصراع.
ضابط المخابرات الفاشل افي ديختر وداعية اغتيال القادة الفلسطينيين يبدأ بتشكيل تيار ان"هذه الارض لليهود فقط" .

اورلي ليفي ابوقسيس ابنة زعيم اليهود الشرقيين دافيد ليفي تؤسس حزبا، فيما يقفز الباقون مثل بهلوانات السيرك يبحثون عن أغصان جديدة وقديمة ... أسوأ كنيست عنصري في تاريخ المنطقة يستعد لانتخاب كنيست أسوأ منه، لدرجة ان المحللين في اسرائيل لا يترددون في القول ان الانتخابات القادمة ستكون معركة قذرة يتنافس فيها "زعران السياسة" ليفوز فيها من يثبت للجمهور أنه الاكثر فساداً وانحطاطاً.
تذكرون ابراهام بورغ رئيس الكنيست الذي استقال من منصبه قبل 15 سنة حين قال على منصة الكنيست: "الاحتلال فاسد. الاحتلال أفسدنا".
تذكرون وزيرة التعليم ليمور ليفنات حين قالت لشارون "المافيا صارت تسيطر وتحكم المدارس والمؤسسات والشوارع".
تلقائيا صار بعدها حثالة السياسة مثل اورون حازان وميري ريغيف وزئيف ايلكين وبن جبير ولاهافا وزراء واعضاء كنيست وزعماء ونجوم اعلام وأحزاب تحصل على ترخيص للقتل والعنصرية.
جدليا. لا يمكن للعنصرية وللكراهية ان تكون منهاج حياة. وفلسفيا لا يمكن للحروب والقتل ان تكون خيارا للشعوب. ومنطقيا لا بد مهما طال الزمان وأن تأكل الجماعات التي تزرع السموم والحقد مما زرعت اياديها.
العنصرية طريق لا تؤدي سوى الى الهاوية، الكراهية سم تقتل صاحبها، والانتقام غباء اللحظة وندم العمر كله.
الصهيونية تقتل نفسها ونحن نشاهدها بالبث المباشر على شاشات التلفزيون... ومن دون خطاب انساني وطريق سلام وحقوق انسان تنهار أعظم الحضارات وأقوى الدول.
لأول مرة منذ العام ٢٠٠٨ هناك فرصة حقيقية لسقوط نتانياهو .. وسوف تكون مصيبة وكارثة اذا تخلى العرب عن القائمة المشتركة فهي التجربة العربية الوحيدة التي نجحت من بين ٢٢ دولة عربية.
لا أستبعد ان يلجأ مرشحو الكنيست القادم للقتل من أجل الفوز وأن يفعل اليمين المتطرف أي شئ من أجل الفوز.. اسرائيل تتحوّل الى عصابة مافيا، تقتل الآخرين وبعدها تقتل نفسها.