نشر بتاريخ: 29/12/2018 ( آخر تحديث: 29/12/2018 الساعة: 15:22 )
الكاتب: منذر ارشيد
إستمعت الى الحوار الذي أجراه الإعلامي المحترف ناصر اللحام وكعادتي كنت أدقق في كل شيء.
وأكثر ما لفت إنتباهي بداية الأخ ناصر اللحام الذي لم يكن كعادته كمحاور ديناميكي، فقد كان رتيباً على غير عادته، ولا أقول مملاً، حيث أننا تعودنا على ديناميكيته وتفاعله..
وعلى ما يبدو أن المحاور يتأثر بالشخص الذي يحاوره، وهذا كان واضحاً في حواره مع الدكتور رامي الحمد الله الرجل الخلوق والهاديء..
أما الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء فكان كعادته هادئاً متزنا وواثقا ..
تحدث الدكتور رامي حديثا متسلسلا وكأنه يلقي محاضرة كيف لا.. وهو الأكاديمي المخضرم والمنظم ..!
ما تحدث به الدكتور رامي كلاما يرتقي لمستوى الأحداث وقد تحدث بمنطق العارف والمقدر للوضع الداخلي والعربي والإقليمي والدولي بأسلوب مقنع دون مبالغة ولا تقليل ..
بل أعطى الأمور حجمها، ووضع المحاذير التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار منبها لخطورة الوضع، ولكنه حافظ على مساحة جيدة من التفاؤل والأمل.
وقد أشار وركز على أهم القضايا التي يجب معالجتها وبسرعة ملحة لا تحتمل الاجتهادات الخاطئة..
وذلك كي نخرج من أزماتنا الداخلية أولا ومن ثم الولوج إلى الافاق الدولية الخارجية التي لا تقبلنا ولا تحترمنا ونحن متفرقين ولكل واحد منا رأيا مخالفا للأخر..!
وقالها بكل وضوح .. أن لا مخرج ولا منجى لنا أمام صفقة القرن والتغول الصهيوني الأمريكي إلا بالمصالحة وعودة اللحمة الداخلية، ودون ذلك فسنبقى في خطر دائم ولربما ستلعننا الأجيال القادمة..
وطالب حماس بأن تسهل على الحكومة القيام بأعمالها على أكمل وجه ومن ثم اجراء الإنتخابات بكل فروعها التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وأشار إشارة مهمة بأن لا خلاف سياسي بين فتح وحماس خاصة بعد ما تم التعديل على استراتيجية حماس وموافقتها على حدود ال 67 والقدس واللاجئين وهو نفس ما تعمل عليه فتح والمنظمة..إذا على ماذا مختلفين ..!؟
أما قانون الضمان الإجتماعي...
والذي أرسل لي بعض الاخوة الأعزاء كي أكتب حوله، وهم من المعارضين للقانون ولكني لم أكتب حينها بسبب أني لم أكن ملماً بالتفاصيل ولا مقتنعا بوجهة نظر الحكومة ولا باعتراض المعترضين ... حتى وصلتني تفاصيل عن الموضوع...
وفي حديث الدكتور رامي الذي ركز خلاله على موضوع قانون الضمان الإجتماعي والذي أصبح كما قال.. أمرا منتهيا لا رجعة عنه ولم أفاجأ بالإصرار لمعرفتي بمن يتحمل المسؤولية وكيف يجب أن يكون رجلا شجاعا وقادرا على تنفيذ قراره... هذا بعد أن يتأكد بصوابية القرار..!
وهو أمر وجدت فيه عنادا فوق العادة لرجل مسؤول، على الرغم من الصخب والرفض الذي تُوج بالخروج الجماهيري والتظاهر الصاخب وما شابه من مطالبة بإسقاط الحكومة . *وكأنه هو الهدف*..!
وهنا أوقف قليلا للحديث عن هذا القانون الذي أشار إلية الدكتور وقد علمت مسبقا بمسألة في غاية الأهمية ..
وكنت سأكتب عنها ولكن تراكم المواضيع والأحداث أخرني، خاصة أن موضوع الضمان أشغل الرأي العام بشكل ملحوظ.
فما علمته أن الاخ شاهر سعد رئيس نقابة العمال عمل وخلال سنوات مضت على حصر مطالبات مستحقة للعمال تقدر بالمليارات من الشواكل وهي كحقوق للعمال الفلسطينيين الذي أفنوا اعمارهم في العمل دون أخذ حقوقهم، وحسب قانون الضمان المعمول به داخل الكيان.. وعند إقرار قانون الضمان الفلسطيني سيتم متابعة وحتى ملاحقة هذه الحقوق قضائيا وعلى مستوى دولي إن لزم الأمر .. وهو حق مكفول عندما يتم التعامل به من خلال مؤسسة رسمية بعد أن يتم إقرار قانون الضمان الإجتماعي الفلسطيني..
وقد أشار الدكتور رامي لهذه المسألة بشكل عابر ولم يتوسع بها، أعتقد لضيق الوقت رغم أنها مهمة جدا خاصة أنها ستدخل في رصيد الصندوق الذي سيفعل بعض الإستثمارات في الوطن مما سينعش الوضع الإقتصادي خاصة إذا لم يتم التلاعب في الحسابات مثلا ضم حساب الضمان مع حساب التقاعد وإستهلاك حساب على حساب الاخر وهذا يجب ان يتم وضع نص به في القانون لحماية صندوق الضمان... ولا ننسى أيضا الفائدة العظيمة إذا أقام الضمان مشاريع حيوية تشغل الالاف من العاطلين عن العمل.
لست الدفاع عن قانون الضمان ولا عن الأخ الدكتور رامي الحمد الله او الحكومة التي اقرت هذا القانون الذي هو فعلا قانونا اذا تم اقراره بعد التشاور والتحاور والتنقيح والتعديل أعتقد أنه سيكون مثاليا يحتدى به.. وهذا ما فهمته واستوعبته بعد قراءتي للقانون وفهني له وتأكدت منه .. وهو كما قيل ..خاضع للبحث والإستقصاء من المهتمين بالأمر..
لقد كان الدكتور ايجابيا وقد أكد على مبدأ الحوار ونقاش كل ما يتطلب النقاش والحوار للتعديل إن لزم الأمر وذلك بقوله ليس هناك مقدس سوى ما أنزله الله
اخيراً اقول ما سمعته خلال الحوار كان مفيدا جدا..
وعلى الجميع أن يتعامل معه بكل جدية خاصة الاخوة المعترضين على بعض بنود القانون وقد طرح بعض الإخوة منهم مذكرات قانونية فندوا فيها إدعاءات الحكومة إن صح التعبير حول فائدة تلك البنود .. فالباب مفتوح للنقاش...
والحكومة الحالية ليست ثابتة ولربما هناك تغييرات قادمة
ولكن بالنهاية لا يصح إلا الصحيح ..
تمنياتنا لشعبنا أفضل ما يكون ونأمل ان تتحقق المصالحة
وتعود غزة الى حضن الوطن ولتكون لنا كلمة واحدة أمام العالم
تحية للدكتور رامي الحمد الله، ولكل صوت قوي ونظيف وصاحب رأي سديد لكل من لا هم لهم سوى الوطن و رفعة الوطن وتوحيد الصفوف لمواجهة المؤامرات التي تتوالى على قضيتنا..
اللهم إجمع شمل أمتنا على كلمة سواء