نشر بتاريخ: 30/12/2018 ( آخر تحديث: 30/12/2018 الساعة: 11:16 )
الكاتب: رامي مهداوي
ها نحن على عتبة عام جديد سيكون مليئ بمفاجآت لمن لم يقم بقراءة وتحليل الأعوام السابقة. في العلوم السياسية والإجتماعية هناك معطيات مختلفة نقوم بدراستها ومعرفة المخرجات والمدخلات حتى نتمكن من وضع خطوات مستقبلية استناداً للإجابة على سؤال ماذا نريد؟ وكيف تريد تحقيق ذلك؟
التمنيات هي ما نطمح له، وما نطمح له أشبه بالأحلام؛ والأحلام لن تتحقق دون فعل الفعل ومواجهة أفعال الآخرين بالفعل وليس بالتمنيات والمناشدات والبيانات والإستنكار، ذلك كله بحاجة الى خطة استراتيجية تحمل بداخلها خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد.
على الرغم من ايماني الدائم بأهمية التفاؤل، لكن لن تكون سنواتنا القادمة مثل السنوات التي مضت، ستكون مكثفة من حيث الصراعات المتمثلة بالمزيد من التشرذم ليس فقط الجغرافي وإنما ولادة أجسام جديدة لديها مصالحها الضيقة بضيق خرم الإبرة، وايضاً احتدام الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي حتى وصول مرحلة الذروة المتمثلة في الاشتباك مع المستوطن الكولونيالي في محاولاته لإنتزاع بقايا الشعب الصامد.
نعم علينا أن نكون واقعيين مع أنفسنا، يكفي حالة الخداع اليومية لذاتنا، يكفي عدم مشاهدة العيوب التي أصبحت تُطيح بكامل المضامين والمبادئ التي أنطلقنا منها كفلسطينيين منذ انطلاق ثورتنا المجيدة. ليس من السهل أن نشاهد الآخر يركض في عملية البناء بمفهومها الواسع من حيث البناء الإستعماري، بناء التحالفات العالمية وأخرها كان بعض دول الخليج التي هي أصبحت تركض أيضاً بإتجاههم بعد أن كان هذا الفعل مُحرم وممنوع لدرجة الخيانة، والبناء في تطوير المنظومة التكنولوجية بشتى القطاعات من الزراعة مروراً بالصناعات وصولاً الى الأسلحة المتنوعة.
كل عام نتمنى الخير لشعبنا، ونبرق التهاني والتبريكات بحلول العام الجديد، ونتمنى أن يرفرف علم فلسطين على أسوار عاصمتنا، ونتمنى عودة اللاجئين الى ديارهم، وفي كل عام تزداد أنياب الإحتلال شراسة لتمزق جسدنا المتعب الذي أرهقته سنوات الضياع والتيه وإطلاق النار على بعضنا البعض لأسباب أشبه ما تكون بالسراب الذي يصنعه المحتل لنا.
لا أضرب بالمندل ولا أقرأ المكتوب "البخت" باليد ولست ممن يقرؤون النجوم والأبراج، لكن ما تبقى لنا من معادلات سياسية تأخذنا لواقع أصعب ممّا نتخيل لسبب بسيط؛ لأننا لم نقم بفتح أبواب جديدة تعمل على تقوية مواقفنا بل على العكس كلياً ما قمنا به؛ حيث قمنا بإغلاق الخيارات التي اذا ما قمنا بتعزيزها وإعادة صياغتها بما يتلاءم معنا حققنا مواقف أفضل من وضعنا الحالي، وأيضاً عززنا شبكات الأمان التي بدأنا نخسرها على الصعيد الدولي بشكل ملحوظ وأكبر دليل على ذلك من يقرأ التطورات الأخيرة في فضاء الأمم المتحدة.
ما بين التمنيات والرغبات يقع علينا جميعاً كلٌ حسب موقعه فعل الأفضل لما له مصلحة لشعبنا حتى تتحقق أمانينا، لهذا ما أتمناه لكم أعزائي القراء في آخر مقال لهذا العام أن ننتقل من مرحلة البُكائية ولعن الظلام الى ضخ الدماء الجديدة التي يحتاجها هذا الشعب العظيم الصامد من أجل تحقيق أمنياته، كل عام وأُمنياتكم حقيقة...