نشر بتاريخ: 01/01/2019 ( آخر تحديث: 01/01/2019 الساعة: 11:38 )
لم يكترث أبدا لحدة الهجمة وضجيجها الفاشي الصاخب الذي كان يصدر من بعض أبواق اليمين المتطرف في الكنيست الإسرائيلي حين وقف يرفع نداء الصلاة (الأذان ) بكل شجاعة من فوق منبرها...إنه النائب العربي ابن مدينة الطيبة الدكتور أحمد طيبي .. العربي المسلم في البرلمان الإسرائيلي الذي وقف ينتصر لإسمه الذي يقوم على أربعة أحرف عربية إسلامية شامخة ..كنت ممتلئا بكل أسباب الفخر والإعتزاز وأنا أصغي للنبرة العربية الأصيلة التي تصعد من ندائه للصلاة فوق منبر الكنيست في اشتباك واضح مع المفهوم الحصري لعبرية المبنى والمنبر ..وفي اشتباك واضح بين الواقع والخرافة ..!
في تلك اللحظة كان النائب أحمد طيبي يعلن بكل وضوح وهو يعي بعمق أبعاد تحديه هذا ..استعداده التام للذهاب بعيدا في مواجهة هذا الصخب الفاشي الشاذ الصاعد من نصوص قانونهم العنصري بإمتياز ..!وقد كان اتصال رئيس مجلس قضاة باكستان به بعد سماعه للأذان واتصال رئيس أئمة لبنان سببا ربما لشعوره الشخصي الضروري في مثل هكذا موقف بأنه ليس وحده ..وأن قلوبا خارج أروقة هذه البناية الرسمية تقف معه في معركته البرلمانية التي كان عليه ان يخوضها بكل ذكاء وتحد وإصرار ..!
وهذا ما كان منه ...فقد عمل بذكاء حاد غير مسبوق ولم يدخر جهدا في اصطياد اية فرصة تناقض برلماني داخلي بين الكتل النيابية يمكن أن تقع لتوظيفها في تحسين شروط نجاحه الشخصي في منع إقرار قانون الأذان ..!!
واليوم نجح احمد العربي في افشال محاولة خبيثة اخيرة لاحياء قانون منع الآذان قبب حل الكنيست عبر ذكائه الفطري وقدرته السياسيه البارعه وحبه لعقيدته ووطنه ودينه لاقرار القانون نهائيا فقبره وقبر احلام نواب الكراهيه والاسلاموفوبيا ..
نستطيع أن نسجل لحساب هذا النائب العربي المسلم الأصيل بكل فخر واعتزاز هذا الإنجاز الهام في منع هذا القانون وفي لجم تغول بعض رموز ومندوبي اليمين المتطرف في الكنيست الإسرائيلي على لغتنا العربية وعلى مآذننا ومساجدنا في القدس الشريف وفي كل مكان تواجد شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي حريتنا التامة غير المنقوصة في ممارسة شعائرنا الدينية وفي ممارسة كل تفاصيل هويتنا اليومية الوطنية الإسلامية فوق هذه الأرض ..لأنها الهوية العصية على المراجعة أو التعديل ..وفق رغبة اليمين المتطرف .!!
سيبقى هذا الإنجاز المشرف للنائب الدكتور أحمد طيبي في الذاكرة الجمعية لشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده ..! وسيبقى وجداننا الجمعي يشهد كيف استطاعت مآذننا هنا على هذه الأرض المقدسة أن تنجو ببسب الذكاء الفطري لهذا العربي الشهم مما كان يعد لها رموز اليمين الإسرائيلي المتطرف من حملة فاشية لإسكات صوتها ..!