الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأخطاء الطبية.. حديث الناس

نشر بتاريخ: 06/01/2019 ( آخر تحديث: 06/01/2019 الساعة: 15:41 )

الكاتب: د.عبد الرحيم سويسة

حول موضوع الأخطاء الطبية الذي أصبح حديث المجتمع في هذه الأيام الأخيرة أود أن اشير ما يلي:

1) لا احد ينكر وجود الأخطاء الطبية لأنها ظاهرة عالمية والأطباء بشر والبشر غير معصومين.

2) لا يجوز لأحد أن يتخلى عن المريض الذي يتعرض للخطأ الطبي لأنه جدير بالتعاطف والمساعدة من كل الجهات.

3) أود التذكير أن اقتراح إنشاء صندوق لتعويض المتضررين من الأخطاء الطبية كان اقتراح نقابة الأطباء وجاء في كتاب رسمي وقعته انا شخصيا وبعثتُ به الى هيئة حقوق الإنسان عام 2011 عندما كنت اشغل منصب رئيس لجنة الشكاوي والمخالفات في نقابة الأطباء.

4) اسم اللجنة المذكورة بالبند السابق يدلل على اهتمام النقابة بمعالجة هذه القضية ومعاقبة المخطئين.

5) تاريخ نقابة الأطباء في هذا المجال مشهود له حيث اتخذت إجراءات ضد أعضائها المخالفين (والحمد لله أنهم ليسوا كثيرين) وتضمنت هذه الإجراءات النقابية التوبيخ والإنذار والمنع من مزاولة المهنة لعام وإغلاق عيادات خاصة، وإرسال تقارير لجانها الفنية التي كانت تدين بعض أعضائها إلى النيابة والضغط على المخطئين للتصالح مع الضحايا وتعويضهم.

6) العالم كله يتعامل مع الخطأ الطبي على اعتباره قضية مدنية الا عندنا حيث يصر البعض على اعتباره قضية جنائية ممكن ان ترسل الطبيب للسجن مع المجرمين والقتلة وتجار المخدرات والجواسيس!

7) ان ما يجري حاليا فيه ظلم كبير للأطباء الذين يُراد لهم أن يحملوا كل المسؤولية رغم أن القائمين على الوضع الصحي يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم لا إن يصدروها للأطباء.

أطباؤنا يعملون في ظروف قاسية وصعبة جدا فيها قلة العدد وقلة الميزانيات وقلة التجهيزات وقلة أعداد الطواقم المساعدة وعدم وجدود بعض التخصصات المهمة والحساسة بالإضافة الى ازدحام المستشفيات والعيادات وكثرة أعداد المرضى وقلة الأسرة ونقص الأدوية.

وكذلك لا ننسى الاعتداءات عليهم وعلى الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية من بعض المواطنين والتي زادت وتيرتها بسبب التحريض المستمر والمتواصل منذ 8 سنوات.

9) يوجد عزوف في دول الغرب عن دراسة الطب بسبب صعوبة الدراسة وصعوبة الممارسة المهنية (نفسيا وجسمانيا) ووجود مهن أخرى أحسن دخلا وأكثر مردودا ماليا (اريح واربح).

لذلك نرى الولايات المتحدة تستورد من دول العالم الثالث ومن دول أخرى 30 ألف طبيب في سنة، وحصة المانيا من أطبائنا خلال العشر سنوات الأخيرة (من أطباء الضفة الغربية ) كانت حوالي ألف طبيب.

10) انظروا كيف تعاملت إسرائيل مع هذه القضية:

إسرائيل ولأسباب سياسية لا تعترف بجامعة القدس / أبو ديس التي اسمها يستفز إسرائيل، ولكن عندما تقدم خريجو كلية طب هذه الجامعة لامتحان المعادلة الذي تجريه وزارة الصحة الإسرائيلية وكانت نسبة نجاحهم حوالي 95%... فجأة غيرت إسرائيل موقفها واعترفت بهم وسمحت لهم بمزاولة مهنة الطب في إسرائيل بغية استقطابهم واستيعابهم لديها.

11) يوجد رأي يقول أن الشحن الجاري ضد الأطباء يسعى، ممولوه الأجانب، إلى تهجير الأطباء الفلسطينيين للاستفادة منهم بالخارج ولتقويض أركان مجتمعنا الفلسطيني ودولتنا المنشودة، حيث لا دولة بدون خدمات صحية ولا خدمات صحية بدون اطباء.

12) أطباؤنا يبدعون في الخارج ومشهود لهم فلماذا تختلف صورتهم في بلادهم... هل هذا لأنه وقع عليهم الظلم في وطنهم، أم هو عمل مقصود مبرمج لغايات في نفس يعقوب، أم بسبب قصور القائمين على الجهاز الصحي في بلادنا أم ماذا اخبرونا بالله عليكم.