نشر بتاريخ: 08/01/2019 ( آخر تحديث: 08/01/2019 الساعة: 17:18 )
الكاتب: ماهر حسين
يسعى البعض لتمرير مفهوم خطير بإعتبار أن غزة هي حماس وحماس هي غزة وبهذا المنطق يتم الدمج بين جزء من الوطن هو غزة وبين تنظيم سياسي هو جماعة الإخوان المسلمين (حماس) وهذا خلط عجيب وغير مقبول، ويجب الحذر من هذا المفهوم الخطير لأنه يؤثر على شعبنا وعلى قضيتنا بشكل سلبي، بل أن هناك تداعيات خطيرة ستنعكس على الهوية الوطنية الفلسطينية بحال تم الربط بين غزة وحماس بإعتبارهمــــــا واحد.
ولهذا لا تقل ولا تكتب ....العقوبات ضد غزة ....أو الإجراءات العقابية ضد غزة.
ولا تقل أبدا.... غزة حمساوية مثلا فغزة هي غزة وهي فلسطينية عربية الى يوم الدين.
ولا يجب أن نستخدم كلمات (غزة متمرده أو غزة إقليم متمرد) فحماس فقط هي المتمردة الإنقلابية والخارجة عن المنظومة الفلسطينية وهذا التمرد عن المؤسسات الفلسطينية والإجماع الفلسطيني ليس غريبا عن حماس التي رفضت الإنضواء في السابق تحت مظلة القيادة الوطنية الموحدة وأصرت على الإنفراد خلال الإنتفاضة الكبرى المباركة، وفعلت ذلك تماما مع منظمة التحرير الفلسطينية حيث رفضت الإنضمام للمنظمة، ولولا إعتبار حماس للسلطة الوطنية مكسب شخصي لقيادتها لما وافقت أصلا على المشاركة بالإنتخابات التي كانت وسيلتها للحكم والتمكين ومن ثم الإنقلاب والتمرد.
بالمختصر وبدون مقدمات غزة ليست حماس، فغزة أقدم بكثير من حماس وجماعة الإخوان المسلمين وغزة بها كل التنظيمات السياسية بما فيها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وغزة لمن لا يعلم بها فلسطينيين مسيحيين وهؤلاء الفلسطينيين هم مثال على فلسطينية غزة التي تقبل التعدد والديانات وبالمختصر غزة أكبر من أي حزب وأكبر حتما من أي جماعة تعتقد بأنها قد تحكم الفلسطيني بمنطق الإنقسام والإنقلاب وبقوة المال والسلاح.
نكرر ونقول...
غزة ليست حمـــاس وغزة أكبر من حماس ولهذا لن تستطيع حماس أن تحكم غزة لا بالمال ولا بالسلاح فغزة وأهلها أحرار ولن يقبلوا الإستسلام لقوة السلاح أو المـــال ولهذا ستسقط سلطة الأمر الواقع في غزة وستنهار ذاتيا ولن يفيدهـــا المال القطري أو الدعم الإعلامي الإخواني.
وستبقى غزة فلسطينية وتاج فوق رأس كل فلسطيني وعربي، نفخر بها وبأهلها ونكبر بهم علما وعملا وتضحية وتاريخ وإن شاء الله يكون القادم أجمل لغزة ولفلسطين.
نكرر ونقول ...
غزة ليست حماس وغزة أكبر من حماس فأهل غزة هم أهل فلسطين ولا يوجد من يرغب بمعاقبة غزة وجميعنا يعلم بأن غزة هي معقل الوطنية الفلسطينية وهي قاعدة الثورة ومددها الدائم.
وبرغم كل الصعوبات التي تعيشها غزة وبرغم كل الإشاعات والمشاكل والتحديات إلا أنني على ثقة بأن القادم أجمل لهذا الجزء الغالي من الوطن الذي سينفض عنه غبار الإحتلال والتخلف والجهل وستنتصر غزة على الإنقسام بعودتها للشرعية وللوطن فمستقبل غزة هو مستقبل رام الله والقدس وغزة كما هي الضفة والقدس.
هذا ما تعلمناه وهذا هو العهد.