السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد 6 سنوات من الوفاق الوطني.. حكومة جديدة لحل مشاكل الحكومات السابقة

نشر بتاريخ: 20/01/2019 ( آخر تحديث: 20/01/2019 الساعة: 13:34 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في العام 2013 تشكّلت حكومة الوفاق الوطني التي حصلت على مباركة حماس والتنظيمات الاخرى، ومنذ ذلك اليوم لم تشهد فلسطين يوما واحدا من الوفاق. بل دب الشقاق والخلاف حتى بلغت القلوب الحناجر. وطوى الشعب الفلسطيني حربا طويلة على غزة عام 2014 وعدة معارك وعدة عمليات واجتياحات واقتحامات، وحاصر نتانياهو المسجد الاقصى بالبوابات الالكترونية واستشهد 1031 فلسطينياً منهم 208 طفلًا وهدم 26 الف منزل وعشرات الاف الجرحى والاسرى.
ومنذ تشكيل حكومة الوفاق تضاعف عدد الشهداء وتضخّم الاستيطان وتوحّش الاحتلال وجن البيت الابيض وزاد الحقد والغلّ بين الفلسطينيين أنفسهم وحل المجلس التشريعي وقاطعت حماس وفصائل اخرى اجتماع المجلس الوطني واجتماع المجلس المركزي، وبدلا من تحقيق الوحدة في الحكومة انتقل الفيروس الى مؤسسات منظمة التحرير لدرجة تكدّر الروح وتبعث على الأسى.
كان لحكومة الوفاق هدفان فقط: استعادة الوحدة الوطنية وتحديد موعد للانتخابات... وقد فعلت الحكومة كل شيء باستثناء هذين الهدفين.
وقد علمتنا التجربة السابقة عدة دروس منها:
- الحاجة الى حكومة تحل مشاكلنا وليست تدير مشاكلنا وتشرحها لنا.
- الحاجة الى خطة يلتزم بها الجميع لبلوغ غايات محددة في وقت محدّد، والوقت المحدّد مهم مثله مثل الغاية. فلا يوجد شيك سياسي مفتوح لأية حكومة ولا لأي فصيل.
- استعادة المواطنة للمواطن. وحيث ان الوطن تحت الاحتلال فلا يجوز أن نفرّط بالمواطنة لانها هي البوابة التي يعود الوطن من خلالها. وفي الوقت الذي يشعر فيه المواطن أنه يفقد مواطنته، فانه لن يستطيع أن يدافع عن وطنه.
- وقف توحش الشركات الاحتكارية التي ساهمت في تحويل فلسطين الى سوق للبضائع الاسرائيلية، واعادة دورة الانتاج ولو على صعيد صغار المزارعين والكسبة.
- اعادة النظر في جدوى زيادة الضرائب على المواطن، وتأميم ما يمكن تأميمه من ممتلكات الشعب للصالح العام.
- اعادة فتح باب التوظيف للخريجين الجدد، فلا يجوز ان تقف طوابير الخريجين من الجامعات على حواجز الاحتلال للبحث عن عمل في سوق بناء المستوطنات، وعلى الحكومة ان تجد حلولا لمشاكل الاجيال وليس أن يبحث جيل الشباب عن حلول لمشاكل الحكومات.
- استعادة لم الشمل لجميع التيارات والقوى السياسية، وأن تكون حكومة تعيد تجميع الفلسطينيين على هدف واحد، وتسوية كافة الخلافات التي عصرت قلب القضية وعصفت بها الى بحر متلاطم من الاختلافات التي لا مبرر لها.