نشر بتاريخ: 27/01/2019 ( آخر تحديث: 27/01/2019 الساعة: 10:45 )
الكاتب: بهاء رحال
منذ أيام بدأ الحديث حول تشكيل حكومة فصائلية بدلاً من حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، والتي سوف تمضي في طريقها بما لها وما عليها، ولكن السؤال الذي يتبادر للكثيرين في هذا الوقت هو أي الفصائل سوف تشارك في التشكيل الحكومي القادم، فهل ستشارك الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وهل لليسار بكل أطيافه وأحزابه موقفاً مشاركاً وداعماً للتشكيل الوزاري القادم، أم أن الأمر سوف يقتصر على حركة فتح وحدها مع بعض المستقلين من الكفاءات والتكنوقراط، وبالتالي لن تكون الحكومة القادمة حكومة فصائلية كما يشاع في أوساط عديدة بل حكومة فصيل واحد ووحيد. وهل ستنجح حركة فتح في مهمتها القادمة والتي تسعى من خلالها ليكون اليسار الفلسطيني، مشاركاً فاعلاً في الحكومة القادمة؟
الجبهتان الشعبية والديمقراطية لم يصدر عنهما أي موقف إلى الآن حول المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة القادمة، وكذلك بقية فصائل اليسار التي في الآونة الأخيرة تسعى للملمة بيتها الداخلي وجمع شتاتها في تجمع جديد تحت اسم التجمع الديمقراطي الفلسطيني، ولكن يبقى القلق يحوم حول فكرة نجاح الائتلاف الجديد، وفي ذات الوقت يبقى موقف فصائل اليسار الفلسطيني مبهماً إلى الآن حول مشاركته في الحكومة القادمة وذلك في ظل الواقع الراهن وبناء على الموقف الأخير للجبهتين الشعبية والديمقراطية من المجلس الوطني والذي كان مقاطعاً لأعمال الدورة الثالثة والعشرون والتي عقدت في رام الله تحت اسم دورة القدس وحماية الشرعية الفلسطينية، وأمام هذا فإننا نخشى من استمرار الجمود في العلاقة الفلسطينية الفلسطينية بين أحزاب اليسار الفلسطيني من جهة وحركة فتح التي تسعى ليكون التشكيل الوزاري القادم على أساس فصائلي كامل، وفق ما رشح من أخبار وتصريحات لمسؤولين في اللجنة المركزية وقيادة الحركة. وهنا سؤال آخر؛ هل ستنجح فتح في كسر هذا الجمود وتشكيل حكومة مع فصائل اليسار الفلسطيني، أم أن حالة الرفض خاصة من قبل الجبهتين الشعبية والديمقراطية ستبقى على حالها ومواقفها السابقة الأخيرة؟
سؤال آخر يسقط فجأة أمامنا مفاده؛ هل الجمهور الفلسطيني يدفع باتجاه حكومة فصائلية ويرى فيها ضرورة وطنية حتمية، أم أنه لم يعد يؤمن بالفصائل والأحزاب والتنظيمات؟ والجواب على هذا السؤال لن تجده في مقال أو عبر محركات البحث (غوغل) مثلاً، ولن تجده في أفواه السياسيين والمنظرين والناطقين بلسان الفصائل والأحزاب، ولكنك قد تجده في الشارع حين تلامس أصوات الناس في الطرقات، وتتحسس أفكارهم ومواقفهم الصادقة البعيدة كل البعد عن كل هرطقات تقال هنا أو هناك. فهل نزلنا إلى الشارع! وهل يصغي قادة الفصائل والتنظيمات إلى الرأي والرأي الآخر؟ ومتى يخرجون من الدوائر المغلقة إلى ساحات الأفكار والكلام الحر الذي لا يحمل محاباة لأحد، ولا يسكت فجأة خوفاً ولا تردداً، ولا تحاصره سياسات تكميم الأفواه.
الحكومة القادمة على أساس فصائلي سيكون تشكيلها صعباً ولن يكون بالأمر الهين والسهل، في ظل هذا الواقع من الشتات والاغتراب بين الفصائل والأحزاب الوطنية الفلسطينية المختلفة فيما بينها، كما وأنه في حال نجحت وتشكلت فإن حجم المهمات الملقى على عاتقها كبير وغاية في الصعوبة، وأنها مطالبة بانجاز ملفات عديدة وملحة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ووطنياً، في ظل هذا الظرف المعقد.