نشر بتاريخ: 27/01/2019 ( آخر تحديث: 27/01/2019 الساعة: 17:14 )
الكاتب: محسن ابو رمضان
تطالعنا الانباء عن قرب تشكيل حكومة مكونة من فصائل م.ت.ف، واذا كان هناك وجاهة موضوعية وراء تشكيل الحكومة علي قاعدة تستند الى مغادرة مربع اتفاق أوسلو وتغيير المسار بإتجاه التحول الى استحقاقات بناء الدولة تحت الإحتلال بالاستناد الى الانجاز الذي تم تحقيقة عام 2012 بناء على قرار 19/67 والذي اعترف بدولة فلسطين عضوا مراقبا بالأمم المتحدة حيث أن هذه الوجاهة تتعزز بتخلي إسرائيل عن اتفاق أوسلو والعمل على تجاوزه.
الأمر الذي دفع كل من المجلسين الوطني والمركزي لاتخاذ قرارات أبرزها تحديد العلاقة مع الاحتلال عبر وقف التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي والتوجة من السلطة الى الدولة.
وعليه، فإذا كانت هناك أسباب موضوعية وراء تشكيل حكومة المنظمة فإن هناك أسباب اخرى تدفع بإتجاه العمل على إنجاح مهمة هذا الحكومة والتي تتجسد أساسا بانتخاب برلمان دولة فلسطين تحت الإحتلال وذلك بدلا من انتخاب المجلس التشريعي الذي سيعيد إنتاج المرحلة الانتقالية المستندة لاتفاق اوسلو الأمر الذي سيؤدي الي ترسيخه تأبيدة بدلا من تجاوزه الى جانب انتخابات لكل من المجلس الوطني والرئاسة...
وحتى تكون الانتخابات مفيدة على المستويين الوطني والديمقراطي... فلا بد أن تشمل كل من الضفة والقطاع والقدس والمكونات التمثيلية الشاملة للنظام السياسي بما يضمن الخروج من أسر اتفاق أوسلو والانطلاق الى رحاب الدولة تحت الإحتلال بقيادة المنظمة.
اعتقد ان فرص النجاح لحكومة المنظمة تكمن بقدرتها على التوافق مع حركة حماس على توفير المناخات المناسبة لإقرارها وتنفيذها عبر وقف الملاحقات والاستدعاءات والاعتقالات ووقف التراشق الإعلامي واستبداله بخطاب توافقي وتصالحي الى جانب توفير حرية العمل الحزبي والدعاية الإنتخابية لأن تتم بنزاهة وشفافية عبر رقابة محلية ودولية يؤكد الجميع الاعتراف بنتائجها.
لقد برزت بعض المؤشرات الإيجابية من الحزبيبن الكبيرين فتح وحماس ومن ضمنها استعداد الرئيس وحركة فتح لتكوين قوائم انتخابية موحدة وكذلك تصريح قياديين في حركة حماس عن استعدادهم المشاركة بالانتخابات الأمر الذي يحب أن يدفع الجميع لاستثمار ذلك بإتاحة التوافق على اسس وآليات إجراء الانتخابات كمخرج لأزمة النظام السياسي خاصة اذا أدركنا أن دعوة موسكو ستساهم وبالضرورة بتوفير مناخات مناسبة للمصالحة بما في ذلك إجراء الانتخابات.
كنت افضل شخصيا تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك بها كل من حركتي فتح وحماس كنتاج لاجتماع لجنة تفعيل المنظمة او الإطار القيادي المؤقت ولكن اذا استقر الأمر علي تشكيل حكومة المنظمة فإن أولى أولوياتها يحب ان تكمن برأيي بإجراء حوار سريع مع حركتي حماس والجهاد تتضمن الأسس والآليات لإنجاح الانتخابات واستعادة وحدة النظام السياسي كضرورة موضوعية في مواجهة التحديات الكبري وبالأخص صفقة ترامب التصفية.