نشر بتاريخ: 28/01/2019 ( آخر تحديث: 28/01/2019 الساعة: 11:07 )
الكاتب: يوسف العاصي الطويل
مبادرة للمصالحة الفلسطينية- رفض حماس المنحة القطرية .. فرصة لانهاء الانقسام الفلسطيني
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
جاء رفض حماس للمنحة القطرية نتيجة الشروط المذلة التي يحاول الاحتلال فرضها لتكون من افضل الفرص لانهاء الانقسام الفلسطيني... وللأسف بدلا من التفكير في كيفية استثمار هذه الواقعة.. وجدنا صفحات التواصل الاجتماعي تعج بالشامتين من ناحية.. والفخورين بهذا الموقف من الناحية الاخرى..
بالتأكيد من حق الجميع التعبير عن رأيه.. ولكن ان يعمينا الاصطفاف الحزبي من التقاط هذه الفرصة التاريخية لانهاء الانقسام الفلسطيني فهذا قمة الغباء والانحطاط الديني والأخلاقي مما ينفثون السموم في هذه اللحظة.. لا اعرف ماذا يريد هؤلاء .. يجب ان تعلموا ان هناك آلاف الموظفين واسرهم بانتظار اي جزء من الراتب ليستطيعوا تدبير ادنى متطلباتهم الحياتية.. ومن هنا فان من يحاول ان يضع هؤلاء بموقف الخائن او الذليل اذا قبل المنحة .. او الشماتة به وبنهجه اذا رفضها .. هو انسان غير صادق في وطنيته .. ويحاول فقط الاصطياد في الماء العكر .. يعني لا عاجبه العجب ولا الصيام في رجب ..
ان موقف حماس الرافض للمنحة يجب ان يحيا ويفتخر به الكل الفلسطيني.. ويجب ان يكون بداية لانهاء الانقسام .. ويجب على الرئيس عباس ان يبادر فورا ويعلن انتهاء الانقسام واستعداده لتسلم غزة كما هي مع ضمان حقوق كافة الموظفين الجدد والقدامى .. وعلى حماس ان ترسل إشارات لاغلاق ملف المصالحة بعد ان ادركت انه لا حماية لها الا في ظل وحدة الكل الفلسطينيى .. وليستعد الجميع للاستحقاق الانتخابي المقبل .. ولتكون صناديق الاقتراع هي الحكم بين الجميع...
واذا كان موضوع دمج موظفي غزة وصرف رواتبهم من اكثر المواضيع الحساسة التي يقال انها تعرقل انهاء الانقسام .. ويستغله البعض لافشال المصالحة.. وينجح في ذلك.. لان القضية حساسة وتمس حياة ومستقبل اكثر من 40000 موظف مدني وعسكري في غزة.. وحتى لو تم اي اتفاق للمصالحة بدون حل قضية هؤلاء الموظفين فسيكونون عقبة امام تنفيذه لانهم سيقولون من اين سيعيشون .. وهي حجه في محلها ويجب على الجميع احترامها
وكبادرة حسن نيه اقترح ان تعلن السلطة التزامها برواتب هؤلاء ووظائفهم بالرغم مما سيخلقه ذلك من مشاكل لميزانيتها وما سيحدثه من فوضى إدارية .. ولكن ذلك يمكن حله .. لان هذا الحل سيكون مؤقت حيث ستجري انتخابات ستفرز قيادة قادرة على وضع الحلول التي تلزم الجميع..
اما عن كيفية توفير المبالغ المالية لرواتب هؤلاء فاقترح الاتي:
1- يتنازل كل موظف في السلطه عن 10% من راتبه لتمويل جزء من رواتب موظفي غزة
2- تقوم السلطه باجراءات تقشفية في مصروفاتها لتغطية جزء مهم من هذه الرواتب وبما لا يمس الجوانب الحيوية من الميزانية
3- يتم تنظيم حملة تبرعات من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لتمويل صندوق لهذا الغرض وكمبادرة شخصية اعلن عن مساهمتي بمبلغ 5000 دولار شهريا لهذا الصندوق وادعو جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج المساهمة في هذا الصندوق .. ولو بشق ثمره..
4- التبرع لهذا الصندوق مفتوح لكافة اشقائنا العرب (شعوب وحكومات) وأيضا للدول الصديقة
أتمنى من الجميع البعد عن الخطاب التحريضي والضغط بكل قوة باتجاه تحقيق المصالحة.. لانها هي الوحيدة الكفيلة بانقاذ الجميع من الغرق والضياع .. ربما نكون امام فرصة اخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه...