الخميس: 06/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

رسالة علنية وودية لقيادة حزب الشعب

نشر بتاريخ: 03/02/2019 ( آخر تحديث: 03/02/2019 الساعة: 11:33 )

الكاتب: محسن ابو رمضان

تميز الحزب الشيوعي الفلسطيني والذي أصبح اسمه حزب الشعب تاريخيا بمواففه المستندة علي الوحدة الوطنية والانتصار لقيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
لعب الحزب وخاصة بالأراضي المحتلة دورا رياديا بافشال كافة المشاريع التي ترمي لتجاوز حقوق شعبنا مثل الإدارة المدنية وروابط القرى كما لعب دورا بافراز قيادات وطنية بالاراضي المحتلة من خلال المساهمة الفاعلة بتشكيل الجبهة الوطنية ولجنة التوجيه الوطني وانتخاب رؤساء البلديات عام ١٩٧٦ المنتمين للخط الوطني والمنظمة وكذلك في انشاء القيادة الوطنية الموحدة ابان الانتفاضة الكبرى.
عارض الحزب كل السياسات التي ستؤدي الى تجاوز حقوق شعبنا واكد باستمرار على اهمية العمل الجماعي والديمقراطي والانحياز لقضايا العمال والمزارعين والفقراء.
أثر اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة على مواقف الحزب سلبيا وانتقل من موقع المعارضة الي موقع الموالاة تدريجيا ليصبح جزءا من مكونات النظام، دون إبراز دور مميز بمعارضة سياسات السلطة عبر توجهات وإجراءات وقرارات تتعارض مع رؤية الحزب.
كانت الوجهة العامة للحزب تتسم بالمعارضة ولكن ليست العدمية بل المسؤولة والحريصة على وحدة وتماسك وديمقرطة النظام وأصبح تدريجيا يتماهي معه عبر اختفاء صوت المعارضة بصورة شبه نهائية
امام الحزب فرصة للاستدارة باتجاه مواقفه الاصيلة والمبدئية من خلال تبنيه للموقف المتبني من قبل مكونات التجمع الديمقراطي الذي من الممكن ان يشكل فرصة لنهوض القوى الديمقراطية من جديد في معارضة سياسات الهيمنة والاستئثار من الحزبيين الكبيريين والعمل على شق مجر جديد.
حيث أعلنت الاحزاب المنضوية في إطار التجمع كل على حدة رفضهم للمشاركة في حكومة فصائلية والتمسك بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر للانتخابات العامة..
وعلية فإن مشاركة الحزب بحكومة فصائلية دون مكونات قوى التجمع سيحتوي على مخاطر جدية ويضع الحزب في خندق التماهي مع قيادة النظام وذلك على الاختلاف مع دوره التاريخي الذي كان يتسم بالمعارضة البنائية داخل النظام وليس التماهي المطلق مع قيادته..
علما بأن التجمع سيعارض بالضرورة تشكيل اي هيئة إدارية في غزة حيث سيكرس ذلك حالة الانقسام وتحولها بالضرورة الى انفصال الأمر الذي ينذر بمخاطر جدية تتهدد القضية للوطنية لشعبنا ويزج بها في أتون صفقة ترامب التصفوية، الأمر الذي سيؤدي الى فقدانه لهويته السياسية والطبقية والديمقراطية التي كان يتميز بها.
نصيحتي لقيادة الحزب اذا اراد ان يستمر بدوره التاريخي أن لا يتماهى مع مكونات الحزب السياسي المتنفذ وان يخط له مسارات جديدا تتسم بالعودة للجذور بملامح تبرز هويته التي ذابت مع الأسف على قاعدة تتضمن إعلاء شأن الوحدة الوطنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ربما سيخسر الحزب بعض الامتيازات ولكنة سيربح مصداقيته امام اعضائه وجماهير شعبنا والتاريخ.