نشر بتاريخ: 04/02/2019 ( آخر تحديث: 04/02/2019 الساعة: 12:04 )
الكاتب: د.فوزي علي السمهوري
سؤال يدور في الأذهان حول سر الدعم المطلق من الرئيس ترامب لنتنياهو؟
هل يعود الدعم لهذا المستوى وبهذه الكيفية لأسباب دينية أم لأسباب سياسية واقتصادية أم لتكوين شخصية وعقلية متناغمة أم لوجود قواسم مشتركة أم لجميع ما ذكر ؟
أرى أن هناك قواسم مشتركة تتحد في حب السيطرة والهيمنة عكستها تصريحات وقرارات وتوجهات كثيرة.
سأقسم القواسم إلى قسمين بالرغم من صعوبة فصلهما:
أولا : قواسم مشتركة عامة.
ثانيا : قواسم مشتركة فيما يتعلق بفلسطين.
أولا : القواسم المشتركة العامة
هناك قواسم مشتركة تجمع بين رئيس الوزراء الصهيوني مجرم الحرب نتنياهو وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب، قواسم أقل ما يمكن وصفها بأنها تجسد السادية السياسية بالتعامل مع دول العالم وقضاياه.
والامثلة على وجود هذه القواسم كثيرة منها :
أولا : العنجهية لدى كليهما في أسلوب التعاطي مع كافة القضايا الدولية وحتى الداخلية لحد ما.
ثانيا : توظيف إمكانياتهما وقدراتهما لتحقيق مصالحهما وأهدافهما السياسية الشخصية.
ثالثا : محاولة توظيف الأمم المتحدة ومؤسساتها لخدمة مصالحهم وأهدافهم التوسعية والعدوانية دون مراعاة لمصالح وحقوق باقي شعوب دول العالم والويل لتلك الدول او لتلك الدولة التي تعارض أو لا تتوافق مع رغباتهم او تتباطأ بتنفيذ تعليماتهم .
رابعا : ضرب عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة وبالمواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية والاستعاضة عنها باعتماد نهج شريعة الغاب.
خامسا : اعتبار كافة القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن لا تستحق الحبر الذي تطبع به ولا تغدوا عن كونها ديكورا لتجميل صورتها في بعض الحالات، إلا في حال أن تكون هذه القرارات صيغت لخدمة سياستهم ومصالحهم سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية فعندئذ تصبح واجبة التنفيذ تحت طائلة فرض العقوبات والحصار.
سادسا : إطلاق صفة الإرهاب على أي حزب او تنظيم أو دولة تعارض أو تقف حجر عثرة أمام تنفيذ مخططاتهم العدوانية أو أمام سعيهم لمد هيمنتهم على ساحات جديدة.
سابعا : عدم إيلاء حقوق الإنسان أي قيمة حقيقية وخاصة فيما يتعلق بحق تقرير المصير وتصفية الاستعمار .
ثامنا : العنصرية المتأصلة في عقولهم ووجدانهم.
ثانيا : القواسم المشتركة المتعلقة بفلسطين
أما من أهم القواسم العدوانية والعنصرية المشتركة هي تلك القواسم المتعلقة بفلسطين وشعبها وتتمثل في عدد من العناوين منها :
■ إدامة وترسيخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ عام 1948 بكافة الوسائل خلافا لميثاق الامم المتحدة وللقرارات الدولية خاصة قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 و 194.
■ عدم الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والحق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للقرارات الدولية.
■ تحدي إرادة المجتمع الدولي عبر ضرب عرض الحائط بقرارته الصادرة على مدار ما يزيد عن سبعة عقود يرافقها شن حملة شعواء بحق أي دولة تدين أو تشجب ممارسات وجرائم الكيان الصهيوني بدعم وتشجيع من الرئيس ترامب.
■ فرض سياسة الأمر الواقع بحكم القوة العسكرية وما تعنيه من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وارتكاب المجازر وأعمال القتل والتدمير والاعتقال بحق الشعب الفلسطيني تلك الافعال والجرائم ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
■ ايقاع العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني عبر ممارسة سياسة فرض الحصار وفرض قيود على حقه بالتنقل وانتهاك صارخ لحقوقه الاساسية بما فيها حق الاستثمار في أرضه.
■ ممارسة ضغوط مختلفة على دول عربية للقيام بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال والعدوان تمهيدا لادماجها بالجسد العربي والإسلامي دون أن تبادر بخطوات عملية لانهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 على أقل تقدير.
■ تقويض حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 وما قرار قطع التمويل الأمريكي لوكالة الغوث (unrwa ) إلا خطوة نتنياهوية ترامبية تهدف إلى تشكيل خطوة على طريق انهاء عملها بتقديم الخدمات وحماية اللاجئين على أمل نجاح مؤامرتهم بإسقاط حق العودة فالأونروا تمثل العنوان الدولي لجذور الصراع العربي الصهيوني ورأس حربته فلسطين.
■ شن حملات شعواء وإتهام تستهدف القيادة الفلسطينية ورئيسها بهدف تحميل القيادة الفلسطينية المسؤولية عن عدم الوصول إلى اتفاق سلام بينما الحقائق التي يقرها المجتمع الدولي الحر تشير إلى أن من يتحمل مسؤولية فشل التوصل لحل عادل بحدوده الدنيا ( إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتمكين اللاجئين من العودة الى مدنهم وقراهم ) هم قيادات الكيان الصهيوني وخاصة مجرم الحرب نتنياهو الذي يتباهى يرفض إنهاء الإحتلال كما يتباهى بعدم تنفيذه للالتزامات المترتبة على الكيان الصهيوني وفق اتفاق أوسلو .
■ تحدي العالم الإسلامي والمسيحي عبر فرض السيادة الصهيونية على القدس والمقدسات خلافا لجميع القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قرار 181.
■ ابتزاز ونهب الثروات العربية بالترغيب تارة وبالتهديد تارة آخرى.
بناء على ما تقدم فالمحلل والمتابع للشؤون السياسية يخلص إلى أن الشعب الفلسطيني وقيادته يواجهان أكبر تحد بل أكبر خطر في اخطر مرحلة تستهدف مشروعه الوطني في ظل القواسم المشتركة التي تجمع بين ترامب ونتنياهو لدرجة الانصهار في الرؤية والأهداف.
ولكن إرادة الشعب الفلسطيني وايمانه بعدالة قضيته والتفافه حول قيادته ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقيادتها التي واجهت ولا زالت وستبقى تواجه التحديات بصلابة وارادة مقرونة بالعمل لإجهاض مؤامرات نتنياهو وترامب مهما حملت من تسميات ومهما جمعهم من قواسم يرفضها غالبية دول العالم وشعوبها الحرة. ...
الشعب الفلسطيني بانتظار ترجمة التأييد والدعم بالانتقال من المربع السياسي إلى مربع الإجراءات العملية الضاغطة على دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية وعنوان الإجراءات المنشودة وقف كافة اشكال العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة الإرهاب .......