الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختلال

نشر بتاريخ: 12/02/2019 ( آخر تحديث: 12/02/2019 الساعة: 16:53 )

الكاتب: سليم النفار

"بلادي لم تكن يوما ً غيرَ حلم، سعينا إليه بكلِّ ما أوتينا من بلاغة التضحيات، وبلاغة الكلام، بلادي جمرة الذاكرة، التي تعذب ُ أهلها، ربما لا، بل أكيدٌ أنها ليست هي التي تمارسُ ذلكَ ، غير أنها فوَّضت ْ أمرها لقراصنة ِ الظلام ، وقطَّاع ِ الطرق كي يرسموا خارطة َ الوصول ، فهل نصل ْ ؟
بلادي بسيطة ٌ وأهلها أكثرُ بساطة ً ، من اندياح الماء في جدول الحقول .
يصدقون كلَّ شيءٍ يُقال ْ ، فهل من الممكن في منطق الأشياء :
أن ينتصرَ الجهل ُ على العقل ِ ... أن يكسرَ الحجر ُ طائرة ً ، أو أن يكون اللصُّ سيدا ً
في مقام الرجال ِ الرجال ْ ؟
بلادي أسطورة ُ الاختلال ِ ، وفضيحة ُ الاحتلال ِ ، ليست لهم ولن تكونْ ، غيرَ أنَّها بعيدة ٌ عن شموع ِ ميلادِها ، هي في انتظار الانتظار الذي قد يطولْ ، فهل نحمي نسلنا وشموع ليلنا لوقت ٍ يُضيءُ ؟ "
... ...
هابط ٌ من عَل ٍ
صاعد ٌ من فراغ ْ
كلَّما هزّه ُ صوت ٌ ؛
في خواءِ القِلاع ْ
لا يرى غيره ُ في انكسار الخُطى
يحمل ُ الصّبح َ في قلبه ِ
ساعيا ً نحو برٍّ ،
بلا خوف ٍ من ضِباعْ
يحشو وسادَتَه ُ :
حُلْم َ ليل ٍ طويل ْ
علَّه ُ ...
ينثرُ البرق َ في عتمة ٍ
لا ترى وحلها في الطريق ْ
علَّه ُ يصحو
علَّها لا تموت ُ هناك ْ
أسْرِجَة ُ البريق ْ
لكن ْ :
أُمه ُ لم تضع ْ في وسادته ِ ،
دفتر الأدعية ْ
حينما فرَّ من رقعة ٍ في الظلام ْ
دفقةُ دفئها
ربّما ظنت ْ تكفي
كي ينام َ على رِسْله ِ
في فيافي السلام ْ
طيفه ُ...
لم يكن ْ ذات يوم ٍ مشاع ْ
كي تناوشَهُ فكرة ٌ عابرة ْ
مستوردة ٌ من تخوم ِ النفطْ
في ارتخاءِ المدى
طيفه ُ...
حالم ٌ في اتساع الصدى
لم ينم ْ جائعا ً / يائسا ً
مثلما قالوا

إنه ُ :
غصَّة ُ الغيم ِ في فصل ٍ لا يجيءْ
حسرةٌ
جمرة ٌ
فكرة ٌ
لا يُقاربها أيُّ شكل ٍ هنا ؛
في اتساع القصيدِ المُضيء ْ
روحهُ ...
رهج ُ أغنية ٍ أو شعاع ْ
في نشيد ٍ لم يكتمل ْ
لا ... لا تسفكوا وردا ً
في غمام ٍ هنا ، لا ينام ْ
يا سراب الخِطاب ْ
قل ْ لهم ْ :
أن َّ هذي الطريق ُ خداع ْ
قل ْ لهم ْ :
ليس إلاّ طريقا ً ؛
لا تبتغي منهُ غيرَ المتاع ْ
يا سراب الخطاب ْ
قل ْ لهم ْ :
أنَّ هذا نشيد ٌ رديءْ
أم ْ تُراك َهنا لا تُطيق ْ
نزف َ وجهك َ في ،
لهب ٍ من مرايا الحريق ْ
قل ْ لهم ْ :
أيُّ أرض ٍ تُرى
قد ترى في اختلال ِ الصراع ْ ؟!