السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

يطالبونه الرحيل.. والرحيل بيد الله

نشر بتاريخ: 24/02/2019 ( آخر تحديث: 24/02/2019 الساعة: 21:46 )

الكاتب: بسام صالح

يطالبونه بالرحيل، والرحيل بيد الله، فهل يريدونه ان يرحل من فلسطين، وهو من قال نحن هنا باقون، ولن تتكرر هجرة عام 48، وكلما حلق صقرا في السماء يرفع اسم فلسطين وقضيتها ولاجئها وقدسها، تنعق بعض الاصوات النشاز تطالبه الرحيل. ويمضي محلقا، مترفعا عن حماقاتهم واكاذيبهم، ليهبط شامخا في الامم المتحدة رئيسا لمجموعة ال77 الصين، يعود محلقا الى افريقيا والى كل مكان صبورا هادئا ويعود لارض الوطن ليفتح باب الرحمة، وينطلق محلقا من جديد اينما كان هناك لقاء دولي او اقليمي مفيدا لفلسطين، ولم تعد تفاجئنا حملات "ارحل" او عباس لا يمثلنا، فهي تأتي متزامنة ومنسقة مع تصريحات قادة الاحتلال التي تطالب بقيادة شابة لشعبنا وكأن شعبنا قاصرا يحتاج لمن يرشده، كفانا الله من المرشدين وشرهم. نقول لهم ولمن يقف خلفهم شعبنا امتلك بذكائه وبتجربته وحدسه الوطني معاني الكلمات والاشارات وحتى الصمت له تفسيره عند شعبنا.
هل ادركتم لماذا يقول شعبنا اخترناك للرئيس ابو مازن، لانه يحافظ على الثوابت الوطنية ويدفع ثمن رفضه المساومة او التنازل حتى عن جزء منها، ويرفض الضغط والابتزاز الصهيوامريكي الاخونجي، ويقود حملة سياسية شرسة ضد سياسة الادارة الامريكية المعادية لشعبنا ولشعوب العالم.
كفاكم نفاقا وتحريضا ووعظا في غير محله. كفاكم دجلا وتشويها. لن تتمكنوا من حرف المسيرة، التي بدأت قَبلكم ولم تكن فلسطين قِبلتكم، نقولها باعلى اصواتنا فلسطين هدفنا ومنظمة التحرير كياننا وممثلنا الشرعي الوحيد بقيادتها الوطنية وعلى راسها الاخ الرئيس ابو مازن.
لن نقول لكم ارحلوا فالوطن للجميع، ولكن قليلا من التواضع لن يضركم، بالعودة للواقع انتم لا تمثلون شعبنا وان ملكتم الشجاعة فتنازلوا امام حق شعبنا ليمارس حقه في انتخاب قيادته، عبر صناديق الاقتراع، الذي اعتبرتوها كفرا، وبغفلة من الزمن سيطرتم على المجلس التشريعي وانقلبتم على الشرعية وانتهت مدته وتم حله مؤخرا. لرفضكم ومراوغتكم التي مازالت مستمرة منذ 12 عاما.
رغم حكمكم للقطاع بالحديد والنار خرجت مدن قطاعنا لتقول للرئيس اخترناك وبايعناك كما خرجت مدن وقرى الضفة لتقول ان فلسطين وشعبها مع الشرعية ومع ممثلها الوحيد ولا تمثيل لمن يتساوق مع صفقة ترامب والاحتلال واعوانهم، فسقطت ادغاث احلامكم النكراء بقسمة الشعب والارض، واسقطت معها اموال السولار والدولار. وكشفت عورات من التف حولكم وقَبل ما قدمتموه لهم من فتات المساعدات، حتى وان ادركوا متاخرين انهم كانوا على عربة التساوق مع الاحتلال ومع مشاريعكم المشبوهة، فهل تدركون انكم بقيت بحديدكم وناركم وحيدين؟ تعلموا من تجارب الشعوب، فالشعب هو المعلم الاكبر.
حملاتكم المشبوهة، تزيدنا اصرارا وقوة ارادة باننا نسير على الطريق الصحيح، نواجه الاحتلال عدونا الاساسي واعوانه في الداخل والخارج، ونؤكد ان الوحدة الوطنية في اطار ممثلنا الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هي طريقنا للنصر وتحقيق حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية.