الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

"سلوى الحوت"...

نشر بتاريخ: 25/02/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )

الكاتب: منذر ارشيد

((سلوى الحوت)) بالله عليكم ..دعواتكم لها بالشفاء

قبل أربعة أيام كنت في مكتبها وهي كعادتها لا تستريح ولا تستكين وتواظب عملها منذ بداية الدوام حتى آخره مكتبها لا يهدأ.. في خدمة كل صاحب مسألة ..
تتحدث بأدب بذوق بحب لكل أخ واخت ..حسب العمر...
يا أخوي.. يا أختي.. ياماما ...يا دادا.. ياعمو ..
لا تغضب.. لا تصرخ .. لا تتآمر على احد
تنادي المراسل... يا ماما خذ الورقة للطباعة...
يا ماما جيب لي قهوة ..
وجدتها تحمل القلم وتكتب كتاب تحويل علاج أحد المناضلين .. وتتناول الهاتف وتتحدث مع أحد المتصلين وهي تقنعه بكل أدب وأخلاق وتقول ..
له يا دادا يا روحي افهمني أنا ماشيه حسب النظام والقانون
وبدك تتحملني...
وأنا قد ما فيي راح أساعدك تكرم لحيتك يا حبيبي الله يشفيك
أغلقت الهاتف وهي تتأفف وتقول آخ شو هالوجع هادا...!!
قلت لها ... اذهبي للمستشفى ..
قالت... يا منذر اي هو كل ما يتوجع الواحد يروح للمستشفى
خلي المستشفيات لمن يحتاجونها .. .. وربنا يبعد عني المستشفى ..
بس أروح البيت بحط لزقة....
كم كنت أراها وهي مفلوزه او مزكمة أو وجع في رأسها
ولكنها لا تشكو دائما تقول الحمد لله ....
وكم سمعتها وهي تقول.....خلاص كبرنا بدنا نوخذ نصيبنا ونصيب غيرنا بكفي عشنا والله اعطانا صحة كثير
تركتها وانا أشعر أن الامر ليس عاديا
فوجهها شاحب وهي تكابر وتكابر كأعتى الرجال
بالأمس عرفت أنها في المستشفى ... لم أفاجأ ولكني فوجئت بوضعها الصعب 
هرولت مسرعا الى المستشفى
لم أتمالك نفسي وانا أرى تلك العملاقة الشامخة وهي تئن وتقول يا بيييه يا خييه
بكيت وتألمت.. ولم أصدق أن سلوى الحوووووت
تنام كطفلة وتتالم
اليوم زرتها وكانت أفضل من الأمس
دعواتكم لها بالشفاء... لانها من بقايا تاريخنا المجيد

........................................................................


من يرغب أن يتعرف عليها أكثر ..
مقال ..كتبته قبل اربع سنوات ...
سلوى الحوت... أيقونة منظمة التحرير
عيد الأم..والمرأة الفلسطينية 

بالأمس وفي مكتبها المتواضع في الصندوق القومي الفلسطيني
دخلنَ أخوات عاملات وهن يحملن باقةً من الورد وقدمنها إلى الأخت المحترمة (سلوى الحوت) بمناسبة عيد الأم
هي ليست أمهن ولا هي أم أي أحد بالولادة 
وهي تُثبت أن الأم ليست فقط من ولدت أبناءً وبناتاً بل هي من احتضنت بعواطفها الجياشة الكثير من أبناء الوطن
قدمت الأخوات الحب والوفاء للأخت الكبيرة سلوى الحوت وهُن َ
لسن من دائرتها التي ترأسها، وهي تشغل منصب نائب المدير العام للصندوق القومي، بل هُنَ من دائرة اخرى (ففي دائرتها تحظى باحترام وحب من الجميع)
عانقنها بكل حب وتقدير وبادلتهن بما هو أكثر، إضافة لحنانها الذي يكفي كل الناس
وقالت وهي توجه كلامها لجميع من في مكتبها أنتن بناتي وكلكم أبنائي.
سلوى الحوت ليس لها أبناء ولكنها أم الجميع وهي تمثل الأخت والأم ليس لهؤلاء الأخوات فحسب بل لكل أبناء فلسطين خاصة من يرتبطون بالنضال الفلسطيني، ومن يترددون على مكتبها لتسيير أمورهم ..وما أكثرهم ..
من الخارج من الداخل من غزة الضفة والشتات
مئات المعاملات والمراجعين يومياً يترددون على مكتبها وهي تستقبل الجميع بابتسامتها وبمُحياها الجميل الذي يَشِعُ نوراً وإشراقاً
سلوى الحوت هي لكل صاحب حاجة ولا ننسى المرضى الذين هم أكثر المترددين على مكتبها والتي تستقبلهم بالود وتودعهم بالدعاء إلى الله بأن يشفيهم.. 
نقرأ عادة ...فلان عملاق ولم نقرأ فلانه عملاقة "والعملاق هنا ليس بالطول او العرض والعضلات" بل بالفكر والأدب والخلق والعمل...
عرفنا شفيق الحوت رحمه الله وكان بالفعل عملاقاً من خلال سيرته وفكره ونضاله
رحل الرجل ولكن ذكراه ستبقى عبر التاريخ كأحد عمالقة النضال الفلسطيني
وهل هي صدفة أن تكون سلوى الحوت وهي شقيقة العملاق الراحل..!
هذه الأخت المناضلة والتي عرفها كل أبناء الثورة كواحدة من الأعلام الفلسطينيات في بيروت لم تستمد مكانتها من أخيها أبا هادر رحمه الله
ولكنها صنعت لنفسها مكاناً بين النساء والرجال والثوار والأخوات المناضلات من خلال عملها في خدمة المناضلين في كل مؤسسة خدمت بها منذ عقود قضتها تعمل بصمت ولكن فعلها صارخ ومئاثرها ستبقى خالدة فهي حقا في المكان المناسب..
منحها الله الصحة والعافية
عملاقة هي هذه المرأة التي لا تعرف الأنا ولا الخصوصية ولا ترضى بالتمجيد
فكانت نعم الأخت لكل الناس، وهي لا تتأخر أو تتردد أو تتقاعس عن أداء واجبها الأخلاقي والإنساني على حساب نفسها وراحتها
مثابرة مصممة متواضعة حكيمة وصارمة كأفضل نموذج للمرأة القائدة في ميدانها
بوركت هذه الإنسانة في زمن عزت فيه الإنسانية إلا من رحم ربي
بوركت وهي تسجل رقماً صعباً حتى بين الرجال
في عيد الأم والمرأة... نحتاج لأمثال (سلوى الحوت) كنماذج للمرأة الفلسطينية العاملة والقائدة
في عيد الأم نتوجه بتحية للمرأة الفسطينية الحرة
وبما تمثله سلوى الحوت من عطاء لا ينضب
إمرأة مثابرة مصممة متواضعة حكيمة وصارمة ..
وكأفضل نموذج للمرأة القائدة في ميدانها
بوركت هذه الإنسانة في زمن عزت فيه الإنسانية إلا من رحم ربي
بوركت وهي تسجل رقماً صعباً حتى بين الرجال
في عيد الأم والمرأة... نحتاج لأمثال (سلوى الحوت) كنماذج للمرأة الفلسطينية العاملة والقائدة
وتحية للمرأة الفسطينية المناضلة والأسيرة والشهيدة والأرملة والثكلى
وكل إمرأة حرة في الوطن الحبيب
وبما تمثله سلوى الحوت من عطاء لا ينضب