الخميس: 06/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

أربعون يوما على رحيل القائد وفلسطين ما زالت تبكيه

نشر بتاريخ: 26/02/2019 ( آخر تحديث: 26/02/2019 الساعة: 14:17 )

الكاتب: د.اسعد دياب العويوي
تحيي حركة فتح غداء الاربعاء 27/2/2019 في مركز اسعاد الطفولة الذكرى الأربعين، لاستشهاد القائد الوطني كفاح يوسف العويوي، هذا المناضل الوطني، السياسي والاسير المحرر، الذي انخرط في النضال منذ نعومة أظفاره، فكان نموذجاَ لجيل كامل من المناضلين من اخوة واخوات ابناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، وأبناءِ شعبنا الفلسطيني البطل ، من الذين عاصروا تلك الفترة التي توهج فيها النضال في الأرض المحتلة، تحت عناوينَ بارزة ، الوحدة الوطنية ،و القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى. تلك المرحلة التي شهدت انتزاع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاَ شرعياَ ووحيداَ لشعبنا الفلسطيني، وكذلك تعزيز مكانة الارض المحتلة كساحة رئيسية في النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي البغيض، بالإضافة الى توسيع أدوات المقاومة الشعبية، والنضال الجماهيري الشعبي، ضد الاحتلال وعنصريته .
سأقول لكم اليوم شيئًا عن أمورٍ لا أتطرّق لها عادة. سأقول لكم اليوم شيئا عن علاقة الأخوة والصداقة. نحن ابناءُ واحفادُ مدرسةَِ المغفور لهما الحاج دياب والحاجة زهدية تربينا في مدرستهم، حيث تعلمنا أبجدية تفضيل القيم على النجاح، والعلم على الثروة، والجمع بين العقل والعاطفة، وأن العاطفة ليست عيبا، علمتنا هذه المدرسة قيم الحرية والعدالة وحب الوطن وحب الناس والمساواة بين البشر .
يا ايها الكفاح، هديُتنا إليك اليوم وكل يوم الشمس والحب والصفاء، كنت على منعطف في هذا الوطن، الحب شأن خاص جدا، ودون ذلك الشعور ولاؤنا للوطن مشكوك فيه، فالوطن شأن " شخصي" جدا. فأنت الأمل الذي لم ينته رغم سنوات القهر والذل والرصاص، فأنت ثورة فجرتها في الوطن، وبقي عبيرها يفجر الرفض والعطاء إلى الوطن.
كنت اولَ الباحثين عن مستقبل الفقراء والمستضعفين ، فصانع المستقبل يموت من اجله ،فأنت ناضلت من اجل شمس الحرية التي لن تغيب رغم النيام ، حاولت لمس الشعاع ، وحاولت قهر الطغاة ،انك واحد من الذين صنعوا الحياة في الظلمة الحالكة السوداء .
ايها الكفاح، اننا نحي ذكراك في زمن أناس، لا هّم لهم سوى البحث عن الامتيازات والمكاسب . صحيح ان هذا الحال لن يدوم ، وصحيح ان بعض المتسلقين والانتهازيين يظلون أحياء يرزقون حتى يتحقق التغيير، وان بعض المناضلين الصناديد والمخلصين حقا يموتون ويلقى بهم في بحر النسيان ،ولكن هذا لن يغير في القيم من مدرسة الاباء والاجداد .
كفاح لقد غادرتنا ونحن في خضم مرحلة بالغة الحساسية على الصعيد الوطني، تتميز بتزايد المخاطر على قضيتنا الوطنية، وهو الأمر الذي يتطلب منا اكثرَ من أي وقت مضى، بذل كل ما من شانه الحفاظ على تضحيات شعبنا ، ومكتسباته الوطنية والاجتماعية، والدفاع عن هويته وحقوقه الوطنية .
إننا ونحن نحيي ذكراك أيها الكفاح الغالي، فإننا نؤكد مجددا على التمسك بالمبادئ والقيم التي ناضلت من أجلها، وعلى التمسك بوحدتنا وصلابتنا في حماية هذه المبادئ حتى نيل الحرية والاستقلال، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، في ظل دولة فلسطين المستقلة، كاملة السيادة، ومن أجل ضمان حقوق لاجئي شعبنا بالعودة.
ايها الكفاح يا ابن اعزَ الناس ، يا ابن ابا نضال وام نضال ، الام الصابرة المحتسبة نم مطمئنا بجوار رفاقك الشهداء ِ، نم مطمئنا امالك يحملها مناضلون مخلصون ، فأنتَ في جوار شهداء الشعب الفلسطيني ، وهم مفخرة احرار هذا الوطن ، فنامو ايها الاحرار بعدما اخترتم الموت من اجل ان يحيا الشعب والوطن.
نم قرير العين أيها الابن والاب والاخ والرفيق الغالي، ودمتَ موضع محبة واعتزاز وفخر والديك وزوجتك وابنائك قمر وزين وليث وهاشم وندين، واخوانك، واهلِك و رفاقِك وشعبِك.